كتاب حاشية كتاب التوحيد
وسائر شرائع الإسلام، والنهي عن الشرك بالله وسائر المحرمات، وأقام الله به علم الجهاد، وأدحض به شبه أهل الشرك والعناد، وجد الإمام في نصرته، وألبّ عليهم رؤساء العربان والبلدان، واستصرخوا عليهم بأهل نجران وأهل الحجاز وغيرهم فثبتهم الله ونصرهم على قلة منهم، وانتشر التوحيد، وعمرت به نجد بعد خرابها، واجتمعت بعد افتراقها، وكان لهم الغلبة والظهور.
وبالجملة فمحاسنه وفضائله أكثر من أن تحصر، وأشهر من أن تذكر، افتخرت به نجد على سائر الأمصار، وزها عصره على سائر الأعصار، وشهد له أهل عصره ومن بعدهم بالعلم وتجديد الدين، وتواتر الثناء عليه عن فضلائهم وأكابرهم.
قال العلامة الشيخ محمد بن علي الشوكاني قاضي صنعاء:
لقد أشرقت نجد بنور ضيائه ... وقام مقامات الهدى بالدلائل
فما هو إلا قائم في زمانه ... مقام نبي في إماتة باطل
وقال الشيخ محمد بن إسماعيل الصنعاني:
وقد جاءت الأخبار عنه بأنه ... يعيد لنا الشرع الشريف بما يبدي
وينشر جهرا ما طوى كل جاهل ... ومبتدع منه فوافق ما عندي
ويعمر أركان الشريعة هادما ... مشاهد ضل الناس فيها عن الرشد
وقال الشيخ ملا عمران نزيل لنجة:
فأتاهم الشيخ المشار إليه بالن ... صح المبين وبالكلام الجيد
يدعوهمو لله أن لا يعبدوا ... إلا المهيمن ذا الجلال السرمدي
لا يشركوا ملكا ولا من مرسل ... كلا ولا من صالح أو سيد
وقال عالم الأحساء الشيخ حسين بن غنام:
لقد رفع المولى به رتبة الهدى ... بوقت به يعلى الضلال ويرفع
سقاه نمير الفهم مولاه فارتوى ... وعام بتيار المعارف يقطع
الصفحة 2
412