كتاب التذكرة في الوعظ

لَا إِلَه إِلَّا الله شَارِع الشَّرْع بِحِكْمَتِهِ لَا إِلَه إِلَّا الله مجازي العاملين بجنته لَا إِلَه إِلَّا الله مُخَصص العارفين بِحَضْرَتِهِ لَا إِلَه إِلَّا الله غامر الْخلق برحمته الَّذين أسهروا لَهُ الْعُيُون واخمصوا لَهُ الْبُطُون فهم طول دهرهم عَمَّا سواهُ صائمون وَفِي مَسْجِد الْخلْوَة عَلَيْهِ عاكفون جعلُوا مُدَّة الْحَيَاة صومهم ليَكُون الْمَوْت عيدهم وقنعوا أَيَّام العاجلة بالخلق ليلبسوا فِي الْآخِرَة جديدهم فَلَمَّا أنجزوا لله من أنفسهم وَعوده أنْجز لَهُم من نَفسه وَعوده فآوى طريدهم وَأدنى بعيدهم وعوضهم من شقائهم سعوده أَنهم قد جعلُوا أنفسهم عبيده فَجعل الْولدَان المخلدون عبيدهم من كَانَ لله عبدا فدَاك مَوْلَاهُ الموَالِي وَمن تولاه أضحى على الخليقة وَالِي ولي عَن الْكَوْن لما والى الجناب العالي يَا فوز عبد لَهُ الرب مكرم وموالي قد حل من قرب مَوْلَاهُ بساميات الْمَعَالِي ونال من طيب وصل الحبيب كل منالي مسربلا بسرابيل الْعِزّ والإقبال لَا يخْطر الْخَوْف من غير الله مِنْهُ ببالي يَا حسرتا ضَاعَ عمري فحال بِالْعَبدِ حَالي كم ذَا تشوف نَفسِي بِصَالح الْأَعْمَال وَإِلَى مَتى ارتجي بُلُوغ أَمر محالي لَا يبلغ الْمجد إِلَّا بالشد والترحال والزهد فِي دَار دنيا قد آذَنت بزوالي وَالصَّوْم حَتَّى يكون التعييد يَوْم وصالي جَمِيع الطَّاعَات والعبادات الَّتِي يتَقرَّب بهَا إِلَى الله المتقربون لَهَا شَرِيعَة يَرْوِيهَا الناقلون وَحَقِيقَة يفقهها العارفون وَلَا شَرِيعَة وَلَا حَقِيقَة إِلَّا وَهِي فِيمَا

الصفحة 228