قد برع في علم السنن، وتقدم في الفتيا، وأخذ من جميع العلوم الإسلامية بنصيب وافر، وكان من أهل الحس الصادق، والقياس العجيب، والرأي المصيب. وقال ابن عفيف: كان أفقه أهل عصره، وأبصرهم بالفتيا، وعليه مدار العلم. وقال القاضي عياض: وذكره محمد بن عبد الرءوف الكاتب في كتابه فقال: كان فقيها حافظا، متفننا في العلوم، غزير العلم، كثير الرواية، جيد القياس، صحيح الفطنة، عالما بالاختلاف، حافظا للغة، بصيرا بالغريب والعربية، شاعرا، حسن القريض، متصرفا في أساليبه، راوية له، مميزا به، رغب عن الشعر، ونكب عنه إلى التبحر في علم الفقه وعلم السنة، وأكثر شعره في الزهد والوعظ والمكاتبات، وذكره في طبقات شعراء الأندلس.
توفي في جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين وثلاث مئة، ويقال: سنة خمسين، وقيل: سنة إحدى وخمسين.
[الطبقة الخامسة: الأندلس]
991 - محمد بن أحمد أبو عبد الله القرطبي، الجبلي *:
الفقيه، الفرضي (¬1).
سمع من بقي بن مخلد، وابن وضّاح، والخشني، وغيرهم.
¬__________
* مصادر الترجمة: ترتيب المدارك: 5/ 183 - 184 (طبعة المغرب)، 2/ 51 أ (نسخة دار الكتب المصرية)، 2/ 69 (نسخة الخزانة الحسنية)، ومختصر ترتيب المدارك لابن حماده: 57 ب، ومختصر المدارك لابن رشيق: 131. تاريخ ابن الفرضي: 2/ 35، وجذوة المقتبس: 37، وبغية الملتمس: 48، والأنساب: 2/ 19 - 20، واللباب في تهذيب الأنساب: 1/ 257، وتاريخ الإسلام: 23/ 278، 460، والجواهر المضية: 3/ 83، وتوضيح المشتبه: 2/ 194، ومعجم المؤلفين: 8/ 245.
(¬1) وقد عدّ عبد القادر القرشي في الجواهر المضية 3/ 83 هذا الرجل في فقهاء الحنفية فقال: «فقيه حافظ للرأي رأي أبي حنيفة».