كتاب جمهرة تراجم الفقهاء المالكية (اسم الجزء: 3)

تتلمذ عليه أبو محمد عبد الوهاب بن علي بن نصر المالكي، وأبو جعفر محمد بن أحمد السمناني، وأبو ذر الهروي، وغيرهم.
له تآليف كثيرة جليلة، منها: التقريب والإرشاد في أصول الفقه، وأمالي إجماع أهل المدنية، وكتاب التمهيد، وكتاب إعجاز القرآن، وغيرها.
قال أبو الحسن بن جهضم الهمذاني: كان شيخ المالكيين في وقته، وعالم عصره، المرجوع إليه فيما أشكل على غيره. وقال القاضي عياض: قال ابن عمار الميورقي: كان ابن الطيب مالكيا، فاضلا، متورعا، ممن لم تحفظ له قط زلة، ولا نسبت إليه نقيصة، وكان يلقب بشيخ السنة ولسان الأمة، وكان فارس هذا العلم، مباركا على هذه الأمة. قال: وكان حصنا من حصون المسلمين، وما سرّ أهل البدع بشيء مثل سرورهم بموته. وقال أبو عمران الفاسي: كان سيد أهل السنة في زمانه، وإمام متكلمي أهل الحق في وقتنا.
وقال أبو بكر الخطيب: المتكلم على مذهب الأشعري. . . وكان ثقة، فأما الكلام فكان أعرف الناس به، وأحسنهم خاطرا، وأجودهم لسانا، وأوضحهم بيانا، وأصحهم عبارة. وله التصانيف الكثيرة المنتشرة في الرد على المخالفين من الرافضة والمعتزلة والجهمية والخوارج وغيرهم. وقال القاضي عياض: ذكر أبو عبد الله بن سعدون الفقيه أن سائر الفرق رضيت بالقاضي أبي بكر في الحكم بين المتناظرين. وقال أبو بكر الخوارزمي: كل مصنف ببغداد إنما ينقل من كتب الناس إلى تصانيفه سوى القاضي أبي بكر، فإن صدره يحوي علمه وعلم الناس. وقال الميورقي: حسبت تآليف القاضي وإملاءاته فقسمت على أيام عمره من مولده إلى موته، فوجد أنه يقع لكل يوم منها عشر ورقات أو نحوها.

الصفحة 1098