كتاب جمهرة تراجم الفقهاء المالكية (اسم الجزء: 3)

سكن بغداد، الإمام الفقيه، المقرئ، المحدث.
تفقه على القاضي أبي عمر محمد بن يوسف بن يعقوب، وابنه أبي الحسين، وحدث عن أبي بكر بن أبي داود السّجستاني، وغيره.
وتفقه به أبو القاسم بن الجلاّب، وأبو الحسن بن القصّار، وغيرهما الكثير، وحدث عنه أبو الحسن الدارقطني، وغيره.
شرح مختصري ابن عبد الحكم (الصغير، والكبير)، وله كتاب الرد على المزني، وكتاب إجماع أهل المدينة، وغيرها.
قال القاضي عياض: وذكر أبو القاسم الوهراني أبا بكر الأبهري في جزء أملاه في أخباره فقال: كان رجلا صالحا خيرا ورعا عاقلا نبيلا، فقيها عالما، ما كان ببغداد أجل منه. . . قال: ولم يعط أحد من العلم والرئاسة فيه ما أعطي الأبهري في عصره من المؤلفين والمخالفين. . . وكان يحفظ قول الفقهاء حفظا مشبعا. وقال أبو بكر الخطيب: الفقيه المالكي. . . وكان إمام أصحابه في وقته. . . وذكره محمد بن أبي الفوارس فقال: كان ثقة أمينا مستورا، وانتهت إليه الرياسة في مذهب مالك. وقال الدارقطني: هو إمام المالكية، إليه الرحلة من أقطار الدنيا، رأيت جماعة من الأندلس والمغرب على بابه، ورأيته يذاكر بالأحاديث الفقهيات، ويذاكر بحديث مالك، ثقة مأمون، زاهد ورع. وقال أبو إسحاق الشيرازي: وجمع بين القراءات، وعلو الإسناد، والفقه الجيد. . . وانتشر عنه مذهب مالك في البلاد. وقال القاضي عياض: وكان الأبهري أحد أئمة القرآن والمتصدرين لذلك، والعارفين بوجوه القراءة وتجويد التلاوة. . . ولم ينجب أحد بالعراق من الأصحاب بعد إسماعيل القاضي ما أنجب أبو بكر الأبهري، كما أنه لا قرين لهما في المذهب بقطر من الأقطار إلا سحنون بن سعيد في طبقته.

الصفحة 1125