قال أبو الوليد بن الفرضي: جليل، من أبناء الأشراف، وجلة الفقهاء. . . وكان حافظا للفقه، عالما بالرأي على مذهب مالك وأصحابه، وقدّم إلى الشورى وهو ابن ثلاثين سنة، وكان زاهدا ورعا، وصار في آخر عمره متبتلا منقطعا معتزلا عن جميع الناس. وقال القاضي موسى: كان أبو بكر فقيها، قد عني بالحديث والمسائل، وكان ذا رئاسة في العلم والخبر، وشوور وعظم جاهه، ثم أوقع الله بنفسه حب الآخرة، والزهد في الدنيا، فزهد في الدنيا، ولزم العبادة إلى أن مات.
ولد لثمانية أيام مضت من صفر سنة تسع وعشرين وثلاث مئة.
وتوفي لسبع بقين من ذي القعدة سنة سبع وستين وثلاث مئة.
[الطبقة السابعة: الأندلس]
¬__________
= إسماعيل القاضي - (وينظر لزاما ترجمة عبد الله بن محمد بن حنين بن عبد الله القرطبي) - وبوبه وقرره ديوانا جامعا لقول مالك خاصة، لا يشاركه فيه قول أحد من أصحابه، باختلاف الرواية عنه، وذكر من رواها، مضى للمؤلف منه مقدار خمسة أجزاء أو نحوها، واخترمته المنية عن إتمامه، فلما رآه الحكم أعجبه بسطه، وحرص على إكمال الفائدة به، فذاكر به قاضيه ابن السّليم، وسأله: هل عندك من يكمله على الرغبة؟ فقال له: نعم، بشرط إباحة أمير المؤمنين خزانة كتبه للبحث عن أقوال مالك حيث كانت: من رواية المكيين والمدنيين والعراقيين والمصريين والقرويين والأندلسين وغيرهم. فقال له الحكم: أفعل ذلك على ضنانتي بها، حرصا على إكمال الفائدة. فسمى له الفقيهين أبا بكر المعيطي القرشي - هذا -، وأبا عمر بن المكوي، فمكنهما من الأسمعة وما جانسها، فاقتدرا منها على ما أراداه، وألفا كتاب الاستيعاب الكبير في مئة جزء، بلغا فيه النهاية، وكان بين أيديهما وراق مجيد لتبييض ما يسودانه. . . فلما تم الكتاب سر - (يعني الحكم) - به، ووصل كل واحد منهما. . . وقدمهما إلى الشورى».