كتاب جمهرة تراجم الفقهاء المالكية (اسم الجزء: 1)

الليثي (ت 234)، وقتيبة بن سعيد (ت 240)، وخلق كثير يتعذر حصرهم (¬1).
وللإمام مالك عدة تصانيف (¬2)، اشتهر منها كتابه الحافل (الموطّأ)، الذي هذّبه وثقّفه وحرره وأتقنه، فاستغرق ذلك منه زمنا طويلا، وبذل في سبيله جهدا جليلا، ويدلك على هذا قول عمر بن عبد الواحد السّلمي الدمشقي: «عرضنا على مالك الموطّأ في أربعين يوما، فقال: كتاب ألفته في أربعين سنة أخذتموه في أربعين يوما، ما أقلّ ما تفقّهون فيه» (¬3). مع قول يحيى بن سعيد القطان: «كان علم الناس في زيادة، وعلم مالك في نقصان، ولو عاش مالك لأسقط علمه كله - يعني تحرّيا -» (¬4)، وقول عتيق بن يعقوب الزّبيري: «وضع مالك الموطّأ على نحو من عشرة آلاف حديث، فلم يزل ينظر فيه كل سنة ويسقط منه حتى بقي هذا، ولو بقي قليلا لأسقطه كله» (¬5).
¬__________
(¬1) كل من سميت منهم عرف برواية الموطأ عن الإمام مالك.
(¬2) تنظر في ترتيب المدارك: 2/ 90 - 94.
(¬3) نسب هذا القول في ترتيب المدارك: 2/ 75 (طبعة المغرب)، 1/ 195 (طبعة بيروت)، 1/ 37 ب (نسخة دار الكتب المصرية)، 1/ 82 ب - 83 أ (نسخة الحرم المدني الشريف)، 1/ 80 (نسخة الخزانة الحسنية) إلى صفوان بن عمر بن عبد الواحد، وهو وهم، والصواب أنه لعمر بن عبد الواحد - أحد رواة الموطأ، وصاحب الإمام الأوزاعي - كما أثبته ابن ناصر الدين الدمشقي في إتحاف السالك برواة الموطأ عن الإمام مالك: 184، والسيوطي في مقدمة تنوير الحوالك: 1/ 6. وتنظر حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبي نعيم الأصبهاني: 6/ 331، وإتحاف السالك: 182 - 183.
(¬4) ترتيب المدارك: 2/ 73.
(¬5) المصدر السابق. وينظر في الموضع نفسه قول سليمان بن بلال.

الصفحة 13