كتاب جمهرة تراجم الفقهاء المالكية (اسم الجزء: 2)

قال القاضي عياض: قال ابن حارث: كان يتكلم في علم مالك كلاما عاليا، ويفهم علم الوثائق فهما جيدا، ويناظر في الجدل وفي مذاهب أهل النظر على رسم المتكلمين والفقهاء مناظرة حسنة، وكان لسانه مبينا، وقلمه بليغا، مع حصافة العقل، وذكاء الفهم، وكان في المناظرة في الفقه أجزل منه في الكلام. وقال في كتاب آخر: كان من أهل المروءة والانقباض والصيانة، ولم يكن في طبقته أفقه منه ولا أصدق، وعني بالنظر والخلاف، ولكنه كان مالكيا محضا. وقال أبو عبد الله الأجدابي: كان أبو الفضل صالحا قواما صواما ورعا، حافظا للفقه والحجة لمذهب مالك. . . ويقال: إن أهل مصر لم يعجبوا ممن ورد إليهم من المغرب إلا من ثلاثة: من ابن طالب - أعجب به أولئك الجلة -، وموسى القطان - فإنه كان من أنبل أصحاب محمد بن سحنون -، وأبي الفضل الممسي. وكان يقال: ما كان ببلدنا على معنى ابن سحنون في الكلام على العلم ومعانيه إلا موسى القطان وبعده أبو الفضل (¬1).
وقد ألف أبو عبد الله الحسين بن أبي العباس الأجدابي في فضائله ومناقبه.
استشهد في ناحية المهدية في رجب سنة ثلاث وثلاثين وثلاث مئة.
[الطبقة الخامسة: إفريقية]

522 - عباس بن ناصح أبو العلاء الثّقفي مولاهم *:
¬__________
(¬1) تنظر ترجمة محمد بن مسروق النجار.
* مصادر الترجمة: ترتيب المدارك: 4/ 268 - 269 (طبعة المغرب)، 2/ 158 - 159 (طبعة بيروت)، 1/ 157 ب - 158 أ (نسخة دار الكتب المصرية)، 1/ 349 (نسخة الخزانة الحسنية)، ومختصر ترتيب المدارك لابن حماده: 39 ب - 40 أ، ومختصر المدارك لابن رشيق: 68. =

الصفحة 598