كتاب جمهرة تراجم الفقهاء المالكية (اسم الجزء: 2)

نزيل مكة، الحافظ المحدث، الزاهد، المجاور.
أخذ عن أبي الحسن بن القصار القاضي، وأبي بكر الباقلاني، وأبي الحسن الدارقطني، وغيرهم الكثير.
وسمع منه الكثيرون بعضهم من أقرانه: كأبي محمد عبد الغني الحافظ، وأبي عبد الرحمن السّلمي، وأبي عمران الفاسي، وآخر من حدث عنه بالإجازة أحمد بن محمد الإشبيلي.
له كتاب مسانيد الموطأ، وكتاب فضائل مالك بن أنس، وكتاب المسند الصحيح المخرج على البخاري ومسلم، وكتابان في شيوخه: أحدهما فيمن روى عنه الحديث، والآخر فيمن لقيه ولم يرو عنه حديثا، وله كتب أخرى كثيرة.
قال القاضي عياض: وتمذهب بمذهب مالك، ولقي جلة من أعلامه، وأخذ عنهم. . . واشتغل في الحديث، فتقدم في إمامته، وغلب عليه. . . ورحل. . . وسكن الحرم وجاور فيه إلى أن مات ناشرا للعلم، وسمع منه عالم لا يحصى من أهل أقطار الأرض من شيوخ شيوخنا. . . كان رحمه الله مالكي المذهب، إماما في الحديث، حافظا له، ثقة ثبتا، متفننا، واسع الرواية، متحريا في سماعه، كثير المعرفة في الصحيح والسقيم، وعلم الرجال، حسن التأليف في ذلك كثيرة، وكان مع ذلك زاهدا متقشفا فاضلا متقللا، نزل مكة وجاور بها أزيد من ثلاثين سنة. وقال حاتم بن محمد: كان
¬__________
= 2/ 208، وفهرس الفهارس: 1/ 157 - 158، والأعلام للزركلي: 3/ 269، ومعجم المؤلفين: 5/ 65 - 66، وتاريخ التراث العربي: 1/ 1 / 479، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسرين: 106، ومدرسة الحديث في القيروان: 2/ 715، وموار الحافظ الذهبي في كتابه ميزان الاعتدال: 488 - 490.

الصفحة 601