كتاب جمهرة تراجم الفقهاء المالكية (اسم الجزء: 2)

الصّقلّي، الفقيه، المتفنن، الصالح.
تفقه بأبي بكر أحمد بن عبد الرحمن القيرواني، وأبي عمران الفاسي، وأبي عبد الله بن الأجدابي، وغيرهم. ولقي القاضي أبا محمد عبد الوهاب ابن علي بن نصر، وأبا ذر الهروي، وإمام الحرمين أبا المعالي (¬1).
قال القاضي عياض: وكان فقيها فهما، صالحا دينا، مقدما بعيد الصيت شهير الخير مليح التأليف. وألف كتاب النكت والفروق لمسائل المدونة - وهو من أول ما ألف - وهو مفضل عند الشادين من حذاق الطلبة، ويقال إنه ندم بعد ذلك على تأليفه، ورجع عن كثير من اختياراته وتعليلاته فيه، واستدرك كثيرا من كلامه فيه وقال: لو قدرت على جمعه وإخفائه لفعلت أو نحو هذا، وألف أيضا كتابه الكبير في شرح المدونة المسمى بتهذيب الطالب، ونبه فيه على كتاب النكت؛ وله استدراك على مختصر البراذعي، وكان له حظ من الفروع والأصول؛ وله عقيدة رويت عنه، وله جزء في ضبط ألفاظ المدونة وقال ابن عمار المتكلم: إمام مشهور بكل علم، متقدم، مدرس للأصول والفروع (¬2).
توفي بالإسكندرية سنة ست وستين وأربع مئة.
[الطبقة التاسعة: إفريقية]
¬__________
(¬1) قال القاضي عياض في ترتيب المدارك 8/ 72: «فلقي بمكة إذ ذاك إمام الحرمين. . . فباحثه وسأله عن مسائل أجابه عنها أبو المعالي، وهي مؤلفة مشهورة في أيدي الناس، وكان عبد الحق يعترف بفضله ويقول: لولا كبر سني ما فارقت عتبة منزله، وكان الآخر يجله ويعترف بفضله».
(¬2) تنظر ترجمة أحمد بن محمد بن الجزار الصقلي.

الصفحة 611