كتاب جمهرة تراجم الفقهاء المالكية (اسم الجزء: 2)

القيرواني، الفقيه، البارع الحفظ، المتفنن، النظار، الفاضل، الزاهد، الورع. المعروف بالسّيوري.
تفقه بأبي بكر أحمد بن عبد الرحمن القيرواني، وأبي عمران الفاسي، وغيرهما، وأخذ عن أبي عبد الله بن سفيان المقرئ.
تفقه عليه عبد الحميد المهدوي، وأبو الحسن اللّخمي، وغيرهما، وأخذ عنه عبد الحق الصّقلّي، وغيره.
له تعليق على نكت من المدونة (¬1).
قال القاضي عياض: آخر طبقته من علماء إفريقية، وخاتمة أئمة القيروان، وذو الشأن البديع في الحفظ والقيام بالمذهب والمعرفة بخلاف العلماء، وكان زاهدا فاضلا دينا نظارا، وكان آية في الدرس والصبر عليه، ذكر أنه كان يحفظ دواوين المذهب الحفظ الجيد، ويحفظ غيرها من أمهات كتب الخلاف، حتى إنه كان يذكر له القول لبعض العلماء فيقول: أين وقع هذا؟ ليس هو في كتاب كذا ولا كتاب كذا، ويعدد أكثر الدواوين المستعملة من
¬__________
= معالم الإيمان: 3/ 181 - 184، وتاريخ الإسلام: 30/ 485، وسير أعلام النبلاء: 18/ 213، والوفيات لابن قنفذ (شرف الطالب): 249، ونزهة الأنظار لمقديش: 2/ 278، والفكر السامي: 2/ 212، وكتاب العمر: 2/ 679 - 681، وورقات عن الحضارة العربية بإفريقية التّونسية: 3/ 58 - 59، وتراجم المؤلفين التّونسيين: 3/ 116 - 117، واصطلاح المذهب عند المالكية: 292 - 293.
(¬1) ذكر هذا القاضي عياض في ترتيب المدارك 8/ 65 وزاد بعده: «أخذه عنه أصحابه». وقال ابن ناجي في معالم الإيمان 3/ 182 - 183 معلقا على كلام القاضي عياض: «يريد - والله أعلم - أنه لم يؤلفه، وإنما أصحابه قيدوا عنه ذلك مما يسمعونه منه في درسه لقول المازري في تعليقه على المدونة: لم يؤلف السيوري إلا كراسة وليس له تأليف، وسببها أنه بلغ من ورعه ما تقدم».

الصفحة 618