كتاب جمهرة تراجم الفقهاء المالكية (اسم الجزء: 2)

له تآليف كثيرة، منها: مسند قاسم بن أصبغ العوالي - ستون جزءا -، الناسخ والمنسوخ - ثلاثون جزءا -، وكتاب الإخوة من المحدثين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الخالفين - أربعون جزءا -، وكتاب الأسباب التي نزل من أجلها القرآن - في نحو مئة جزء ونيف -.
قال ابن حيّان: كان ابن فطيس من بيوت الشرف والوزارة، مقدما في كثرة العلم، واتساع الرواية، مشهورا بالزهد والفقه والصلابة. . . وولي قضاء الجماعة. . . وغلب عليه الحديث والبصر به وأسماء الرواة. وقال أبو محمد بن حزم: وكان واحد زمانه في جمع الحديث وروايته، ولم يكن بعد المستنصر أجمع منه ولا أعرف بما يجمع، ولم يكن بالأندلس من يملي الحديث من حفظه على رسم أهل المشرق سواه، وكان أحد أئمة السنن. وقال ابن بشكوال: وكان من جهابذة المحدثين، وكبار العلماء والمسندين، حافظا للحديث وعلله، منسوبا إلى فهمه وإتقانه، عارفا بأسماء رجاله ونقلته، يبصر المعدّلين منهم والمجرّحين، وله مشاركة في سائر العلوم، وتقدم في معرفة الآثار والسير والأخبار، وعناية كاملة بتقييد السنن والأحاديث المشهورة والحكايات المسندة، جامعا لها، مجتهدا في سماعها وروايتها، وكان حسن الخط، جيد الضبط، جمع من الكتب في أنواع العلم ما لم يجمعه أحد من أهل عصره بالأندلس، مع سعة الرواية والحفظ والدراية، وكان يملي الحديث من حفظه في مسجده، ومستمل بين يديه، على ما يفعله كبار المحدثين بالمشرق، والناس يكتبون عنه.
ولد سنة ثمان وأربعين وثلاث مئة.
وتوفي في المنتصف من ذي القعدة سنة اثنتين وأربع مئة.
[الطبقة السابعة: الأندلس]

الصفحة 657