كتاب جمهرة تراجم الفقهاء المالكية (اسم الجزء: 2)

وله أيضا اختصار كتاب الوثائق لأحمد بن سعيد بن إبراهيم القرطبي المعروف بابن الهندي (¬1).
قال ابن حيّان: الفقيه، المقرئ، الراوية، الحافظ، الزاهد، المخبت، المتقشف، الفاضل، العالم، آخر من تناهت فيه خلال الخير بقرطبة وعظمت به المنفعة ظاهرة وباطنة، وسلك سبيل السلف المتقدمين من هذه الأمة في الزهد في الدنيا والبعد عن الأمراء، والقناعة باليسير، والحرص على التعليم، والبذل لما عنده من العلوم، والاختلاط بالفقراء والمساكين، والمواساة بالقليل، والرضا عن الله، والتذكر لبلائه. . . وكان أقوم من بقي بحديث مالك رحمه الله. . . وكان له حظ من العربية يستقل به. وقال ابن بشكوال: وأقبل على الزهد والانقباض، وإقراء القرآن وتعليمه، ونشر العلم وبثه، وكان عالما عاملا، وفقيها حافظا متيقظا، دينا، ورعا، فاضلا، متصاونا، متقشفا، متقللا من الدنيا، راضيا منها باليسير، قليل ذات اليد، يواسي - على ذلك - من انتابه من أهل الحاجة، دءوبا على العلم، كثير الصلاة والصوم، متهجدا بالقرآن، عالما بتفسيره وأحكامه، وحلاله وحرامه، بصيرا بالحديث، حافظا للرأي، عارفا بعقد الشروط وعللها. . . وكان له بصر بالإعراب واللغة والآداب. وقال ابن الحصار: كان ورعا زاهدا صالحا، من أهل العلم والتقدم في الحديث وعلوم القرآن، من أحسن الناس تثقيفا لرواية يحيى وعناية بها.
ولد سنة إحدى وأربعين وثلاث مئة.
وتوفي بقرطبة لاثنتي عشرة ليلة بقيت من رجب سنة ثلاث عشرة وأربع مئة. - ودفن بمقبرة ابن عباس على قرب من يحيى بن يحيى -.
[الطبقة الثامنة: الأندلس]
¬__________
(¬1) يبدو أنه نفس المختصر في الشروط الذي ذكره له ابن بشكوال في الصلة 2/ 482.

الصفحة 662