كتاب جمهرة تراجم الفقهاء المالكية (اسم الجزء: 2)

بني الأغلب أمراء القيروان، القيرواني، القاضي، الفقيه، الجواد (¬1).
المعروف بابن طالب.
تفقه بسحنون - وكان من كبار أصحابه -، ولقي محمد بن عبد الحكم، ويونس بن عبد الأعلى.
سمع منه أبو العرب، وابن اللّبّاد.
له تأليف في الرد على من خالف مالكا من الكوفيين، وعلى الشافعي، وله الأمالي في ثلاثة أجزاء.
قال القاضي عياض: قال محمد بن حارث في تاريخ الأفارقة وغيره من كتبه: كان ابن طالب لقنا، فطنا، جيد النظر، يتكلم في الفقه فيحسن، حريصا على المناظرة، ويجمع في مجلسه المختلفين في الفقه، ويغري بينهم لتظهر الفائدة، ويبيتهم عند نفسه ويسامرهم، فإذا تكلم أجاد وأبان، حتى يود السامع ألا يسكت، إلا أنه كان إذا أخذ القلم لا يبلغ حيث يبلغ لسانه. وقال ابن اللّبّاد: ما رأيت بعيني أفقه من ابن طالب إلا يحيى بن عمر. وقال أبو العرب: وكان عدلا في قضائه، حازما في جميع أمره، فقيها، ثقة، عالما بما اختلف فيه، وفي الذب عن مذهب مالك، ورعا في حكمه، قليل الهيبة في الحق للسلطان، وما سمعت العلم قط أطيب ولا أعلى منه من ابن طالب، وما أخذت عليه خطأ إلا مسألة اختلف فيها ابن القاسم وأشهب، فأتى بقوليهما، ولكن قلب قول كل واحد منهما إلى الآخر، وكان كثير الأمر بالمعروف والنهي
¬__________
(¬1) قال القاضي عياض في ترتيب المدارك 4/ 314: «لم يكن في زمانه سلطان ولا غيره أسمح منه، يتداين بالمال الكثير ويتصدق به ويصل بالعشرات من الدنانير، من يعرف ومن لا يعرف، وربما أعوز فتصدق بلجام دابته ومصحفه ونعله وشوار عياله، وربما تصدق بثياب ظهره».

الصفحة 693