كتاب التحالف السياسي في الإسلام

شاعر أو كاهن .. وتوجه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله عن دعتوه ودينه.
نتعلم من إجابات الرسول صلى الله عليه وسلم لمفروق فن الدعوة للعدو فقد بدأ بجلاء معالم الدعوة: (أدعو إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأني رسول الله) وهي مفرق الطريق بين الإسلام والكفر. وهي التي حاربتها قريش عشر سنوات ورفضت أن تقولها.
ولم يكتف صلى الله عليه وسلم بذلك، بل حدد هدف اللقاء، وهدف الأسئلة التي تقدم بها أبو بكر رضي الله عنه .. (وإلى أن تؤووني وتنصروني) ويعلل سؤاله إياهم ذلك بدل أن يسأل قريشا فيقول: ( .. فإن قريشا قد تظاهرت على أمر الله وكذبت رسوله، واستغنت بالباطل عن الحق. والله هو الغني الحميد).
ويبدو أن مفروقا اطمأن إلى هذا الحديث فأحب أن يستزيد فقال: (وإلام تدعو أيضا يا أخا قريش؟) فاختار رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث عن غرة القيم والأخلاق التي تفتخر بها العرب، وإن كانت تخالفها في كثير من الأحيان، فقرأ قوله تعالى {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ} الآيات.
فاللقاء وإن كان لمباحثات سياسية، فلا بد أن تحتل الدعوة إلى الله فيها المكان الأول وإن كسب القوم إلى الإسلام أكبر بكثير من حمايتهم لرسول الله وهم لا يؤمنون برسالته.
وزاد مفروق شغفا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستزاده: (وإلام تدعو أيضا يا أخا قريش)؟.

الصفحة 36