كتاب حماية الرسول صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد

تنازعوا فيه من أمر دينهم إلى ما بعث به من الكتاب والحكمة، وهو يدعو إلى الله وإلى سبيله بإذنه على بصيرة.
وقد أخبر الله بأنه أكمل له ولأمته دينهم، وأتم عليهم نعمته – محال مع هذا وغيره – أن يكون قد ترك باب الإيمان بالله والعلم به ملتبسا مشتبها لم يميز بين ما يجب لله من الأسماء الحسنى والصفات العليا، وما يجوز عليه، وما يمتنع عليه، فإن معرفة هذا أصل الدين، وأساس الهداية، وأفضل وأوجب ما اكتسبته القلوب، وحصلته النفوس، وأدركته العقول، فكيف يكون ذلك الكتاب وذلك الرسول، وأفضل خلق الله بعد النبيين لم يحكموا هذا الباب اعتقادا وقولا؟.
ومن المحال أيضا أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم، وقد علم أمته كل شيء حتى الخراءة1 وقال: "إني قد تركتم على مثل البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك" 2، وقال فيما صح عنه أيضا: "ما بعث الله من نبي ولا رسول إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه، وينهاهم عن شر ما يعلمه لهم" 3.
وقال أبو ذر رضي الله عنه: "لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما من طائر يطلب جناحه في السماء إلا ذكر لنا منه علما ".
__________
1 الخراءة: آداب دخول الخلاء والخروج منه.
2 سنن ابن ماجة 1/16، وصحيح ابن ماجة للألباني 1/6 وقال عنه: حسن.
3 صحيح مسلم بشرح النووي 12/233.

الصفحة 375