كتاب نظم حكم الأمويين ورسومهم في الأندلس

تسلم الأمير هشام مقاليد الإمارة في مطلع شهر جمادى الأولى سنة 172هـ (788م) بعد وفاة أبيه بستة أيام1، وله من العمر اثنان وثلاثين سنة وستة أشهر وسبعة وعشرين يوماً2، كان عاقلاً حازماً، ذا رأي وشجاعة، شريف النفس، خيِّراً، محباً لأهل الخير والصلاح، شديداً على الأعداء، راغباً في الجهاد، على طريقة حسنة، يحضر الجنائز ويعود المرضى ويفك الأسرى3، مما أهله لثناء المؤرخين والفقهاء على السواء مطلقين عليه لقب "الرضا".. لرضاهم عن سيرته ومنهجه4.
__________
1- ابن الفرضي، 1/12.
2- هناك اختلاف في تقدير سن الأمير هشام عند توليه الإمارة، فالمراكشي يرى أنه كان ابن ثلاثين سنة، انظر: المعجب في تلخيص أخبار المغرب، تحقيق: محمد سعيد العريان، (القاهرة 1383هـ) ص43، وتابعه على ذلك صاحب كتاب ذكر بلاد الأندلس 1/119. وهناك من رأى أنه كان ابن ثلاث وثلاثين سنة. انظر: محمد عنان، دولة الإسلام في الأندلس، (العصر الأول - القسم الأول- ط الثالثة القاهرة، 1380هـ) ، 1/221. د. خالد الصوفي، تاريخ العرب في الأندلس في عصر الإمارة (منشورات الجامعة الليبية) ، ص109. إلا أنني أرى أن ما أثبته هو الصواب، وتتضح صحة ذلك إذا رجعنا إلى تاريخ مولده في الرابع من شهر شوال 139هـ.
3- ابن عبد ربه: العقد الفريد، (تحقيق: احمد أمين، وغيره، القاهرة، لجنة التأليف والترجمة، 1359هـ- 1940م) 4/490. ابن حزم، جمهرة أنساب العرب، (تحقيق عبد السلام هارون، القاهرة، دار المعارف، 1391هـ/1971م) ص94. الكامل في التاريخ 5/308، البيان المغرب: 2/65، نهاية الأرب: 23/358.
4- ابن القوطية ص42. ابن حزم، نقط العروس، (تحقيق: د. شوقي ضيف، مجلة كلية الآداب، جامعة فؤاد الأول. م13 ج2 ديسمبر 1951م) ص50. البيان المغرب، 2/61. ذكر بلاد الأندلس 1/118- إعمال الأعلام 2/12.

الصفحة 38