هذه الأحداث جعلت الأمير الحكم يعيش أزمة نفسية لازمته سنيه الأخيرة إلى أن توفى يوم الخميس 26 من شهر ذي الحجة سنة 206هـ1 (مايو 822م) فتولى الإمارة من بعده ابنه الأمير عبد الرحمن2 "الأوسط".
وقد كان الأمير عبد الرحمن قد اعتنى والده بتربيته وتثقيفه عناية فائقة، فنشأ نشأة طيبة، واكتسب ثقافة عالية، واتصف بصفات فريدة أطنب المؤرخون في ذكرها3. ولأنه عندما تولى الإمارة وجد بلاداً موطأة ورعية مؤدبة4، لذا فقد تفرغ لتزيين دولته، منطلقاً في ذلك من رصيد ثقافي يمتلكه، من هنا فقد كانت فترة حكمه فترة متميزة، وساعد على
__________
1- ابن القوطية ص55، ابن الفرضي 1/12، الحلة السيراء: 1/46-47، البيان المغرب: 2/77. ذكر بلاد الأندلس 1/133.
2- ولد الأمير عبد الرحمن بطليطلة في شهر شعبان سنة 176هـ، أمه تسمى حلاوة، كان وادعاً محمود السيرة، تولى الإمارة ليلة وفاة والده، كان أشم، أقنى، أعين، أسود العينين، طوالاً، فخماً، مسبلاً عظيم اللحية، يخضب بالحناء. انظر: ابن الفرضي 1/12-13. ابن حيان، المقتبس، تحقيق د. محمود علي مكي، (بيروت، دار الكتاب العربي، 1973م) ، ص 17، 22 جذوة المقتبس، ص10.
3- انظر المقتبس، تحقيق: د. محمود مكي ص 89-91. أخبار مجموعة ص 135، الحلة السيراء 1/113، البيان المغرب 2/91، ذكر بلاد الأندلس 1/137. ابن سعيد، المغرب في حُلى المغرب، (تحقيق د. شوقي ضيف، (القاهرة، دار المعارف، 1969م) ، 1/45.
4- ذكر بلاد الأندلس 1/139.