كتاب نظم حكم الأمويين ورسومهم في الأندلس

سلفه كفاءة ومروءة، ولكن الوضع تغير كلية بعد أنه أصبح الوزير هاشم بن عبد العزيز1 هو الغالب على الأمير محمد المدبر لدولته، فقد أفسد على الأمير منهجه "بشرهه وصلفه، وحمله على غير المنهج من محمود طرقه، وعدل عن اختيار ثقات العمال من الشيوخ والكهول وأولي السوابق والأصول إلى الأحداث واللاحقين من أولي الشره والخيانة ودناءة الأصول والبراءة من عهدة الحياء والمروءة2" فكانت النتيجة فساد الحال وانخفاض دخل الدولة بسبب سوء سيرة الولاة، وتبدل نفوس القائمين على الأعمال، فكان ذلك مدعاة لرفض الرعية لهذا الوضع، الأمر الذي ترتب عليه اندلاع الفتن في الداخل، وكثرت التهديدات من الخارج، فعاشت
__________
1- أبو خالد هاشم بن عبد العزيز بن هاشم بن خالد، أصله من موالي أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه، ولأسرة هاشم مكانة مرموقة بإلبيرة، كان هاشم خاصاً بالأمير محمد بن عبد الرحمن، فعظمت منزلته لديه، وصيره أخص وزرائه، عرف بالبأس والجود والفروسية والكتابة والبيان والبلاغة وقرض الأشعار البديعة، لكنه بالمقابل كان تياهاً، معجبا بنفسه، مما أحقد عليه القلوب، استحجبه الأمير المنذر بن محمد ثم نكبه وحبس أكابر أولاده، ومات هاشم مقتولاً في ليلة الأحد 26 شوال سنة 273هـ. انظر: ابن القوطية، ص82، 84-86، 89-90، 92-93، 97-98، 102-103، المقتبس تحقيق: د. محمود مكي ص 159-160 والتعليق رقم 330. جذوة المقتبس، ترجمة رقم 864. الحلة السيراء 1/137-142، المغرب في حلى المغرب 1/52،53، 94، 132، 133، 152، 153، 2/ 22، 94-95.
2- المقتبس: تحقيق د. محمود مكي، ص 131.

الصفحة 45