كتاب نظم حكم الأمويين ورسومهم في الأندلس

الأمير عبد الله1، وهذه حالة فريدة في تاريخ الدولة الأموية بالأندلس، إذ أن نظام الحكم فيها وراثي محدد في الولد بعد أبيه2.
وقد تباينت الآراء في الأمير عبد الله بين ذم وثناء3، واتُهم بقتل أخيه الأمير المنذر4، وعندما تولى الإمارة كانت الفتن مندلعة في كافة أرجاء الأندلس5، حتى أن قصر الإمارة في قرطبة لم يعد بمنأى عنها6، وأصبحت الإمارة الأموية تكتفي في أكثر أيام الأمير عبد الله بأخذ مقدار
__________
1- ولد الأمير عبد الله في النصف من ربيع الآخر سنة 229هـ، أمه أم ولد تسمى بهار أو عشار، كان بصيراً بلغة العرب، فصيح اللسان. حسن البيان، حافظاً لأشعار العرب محباً للعلم وأهله، وصف بأنه كان أبيض أصهب، مشرباً بحمرة، أزرق، أقنى، يخضب بالسواد، ربعة إلى الطول، عظيم الكراديس. انظر، ابن الفرضي 1/14، جذوة المقتبس ص12، البيان المغرب 2/120-121، 151.
2- ذكر ابن حزم أن الأمير الحكم الربضي كان قد جعل الأمر من بعده لولديه عبد الرحمن ومن ثم المغيرة، لكن عبد الرحمن خلع أخاه. انظر: جمهرة أنساب العرب ص98.
3- انظر: العقد الفريد 4/497، المقتبس، طبعة: انطونيه ص 33-41، البيان المغرب 2/152-153. أعمال الأعلام 2/26.
4- عن هذه المسألة انظر: د. محمد إبراهيم أبا الخيل، الأندلس في الربع الأخير من القرن الثالث الهجري 275-300، (الرياض، مطبوعات مكتبة الملك عبد العزيز 1416هـ/1995) ص79-82 ومصادره.
5- المقتبس، طبعة انطونية ص9-32.
6- المصدر السابق ص92،93،102. أخبار مجموعة ص151، الإحاطة 4/40-41.

الصفحة 49