15…
" الباب الأول " " تاريخ المدينة المنورة قبل الهجرة "
* علم التاريخ:
مقدمة وتمهيد:
علم التاريخ هو علم ساير العالم منذ حدوثه ونشأته فهو الذي سجل حوادثه وقيد وقائعه وأشاد برقيه أو وصف انحطاطه. والتاريخ ذكريات وعبر وعظات لمن شاء أن يذكر أو أراد أن يعتبر، لقد أشار إليه الخالق العظيم جلت قدرته في كتابه العزيز حيث قال: مخاطباً رسوله الأعظم صلوات الله وسلامه عليه: (وَكُلا نَّقُصُّ عَلَيكَ من أنباء الرُّسُلِ ما نُثَبِتُ بِهِ فُؤادَكَ) (1). وقال أيضاً: (نَحنُ نَقُصُ عَلَيكَ أَحسَنَ القصَصِ) (2). والشعر قد عني بحوادث التاريخ في حولياته والنثر دبجه في سجلاته. وعلم الجغرافيا جزء عظيم من أجزاء التاريخ فخرائط البحار والأنهار تاريخ ورسوم الثمار والأشجار والجبال والحيوانات والجمادات ومناظر الطبيعة تاريخ، وعلم التصوير الشمسي والرسم اليدوي من فروع التاريخ. إذن فالتاريخ شيء عظيم حقاً فهذه كتب الرحلات العلمية، وهذه كتب السيرة النبوية، وهذه دوائر المعارف العالمية، وهذه كتب الطبقات الصغرى والكبرى للقراء والمفسرين والشعراء والنحويين والأطباء واللغويين والفقهاء، والمحدثين والفلاسفة والمؤلفين وغير ذلك وهذه المعلقات السبع والعشر وهذه القصص…
__________
(1) سورة هود آية (120). (2) سورة يوسف آية (3).