كتاب تاريخ معالم المدينة المنورة قديما وحديثا

16…التاريخية، وهذه كتب الآثار، وهذه شجرات القبائل والملوك والدول والأمراء والوزراء وغير ذلك مما لايعد ولا يحصى كلها تخدم شيئاً واحداً هو علم التاريخ. وصدق الشاعر العربي حيث يقول: وإذا فاتك التفات إلى الماضي فقد غاب عنك وجه التأسي والتاريخ للإنسان عمر ثانٍ وقد احتضنت كل مملكة تاريخها فهذبته ورتبته وفق مصلحتها ومنفعتها، أما الجزيرة العربية فقد أولتها كل العناية سائر الأمم لأنها جزيرة مقدسه وخصوصاً "الحجاز" فهذا كتاب وصف جزيرة العرب للهمداني وكتاب مرآة الحرمين لإبراهيم باشا رفعت وكتاب جزيرة العرب في القرن العشرين للشيخ حافظ وهبه وتواريخ مكة المكرمة التي تعد بالعشرات وكذا تواريخ جدة والطائف الميمون. أما المدينة المنورة: فقد عنيت بها كل العلماء من كل الآفاق فسجلت حوادثها طيلة الأحقاب الماضية أحسن تسجيل فهذه تواريخ المدينة المنورة للعلامة المراغي، والإمام القشاشي، والسيد كبريت، والسيد المرجاني، والإمام الطبري، والعلامة المطري، والإمام السخاوي، والسيد العباسي، والسيد السمهودي، والعلامة ابن النجار، والمحقق بن فرحون، والعلامة ابن شبة، والسيد ابن زباله، والسيد الخطيب، والحجة الأنصاري، والمؤرخ الأوحد الزبير بن بكار وغيرهم ممن لا يعد ولا يحصى. فهذه المدينة المنورة وهذه تواريخها سجلت جميع آثارها وآبارها ودورها ووديانها وقصورها وحصونها وجبالها وحرارها وآطامها وسكانها ومساجدها ومدارسها وشوارعها وأزقتها وغير ذلك منذ الطوفان وحتى يوم الناس هذا.
" المدينة المنورة بعد الطوفان "
تضاربت آراء المؤرخين في أول من سكن المدينة المنورة بعد الطوفان وانقسموا في ذلك إلى خمسة أقسام:
1 - فمنهم من يقول إن الناس لما خرجوا من سفينة نوح عليه السلام بعد أن…

الصفحة 16