كتاب تاريخ معالم المدينة المنورة قديما وحديثا

252… (إن المدينة المنورة في مستوى من الأرض كان عليها سور قديم وهي الآن عليها سور حصين منيع من التراب أي اللبن بناه قسيم الدولة المعزي ونقل إليها جملة من الناس ورتب البر إليها وقال المطري عقب قوله ولم يبق إلا آثاره حتى جدد لها جمال الدين محمد بن أبي المنصور الأصفهاني سوراً محكماً حول المسجد الشريف على رأس الأربعين وخمسمائة من الهجرة (سنة 540 هـ) وكان الخطيب بالمدينة المنورة يقول في خطبته اللهم صن حريم من صان حرم نبيك بالسور محمد بن علي بن أبي منصور).
وجاء في خلاصة الوفاء للإمام السمهودي ما نصه حرفياً ـ وهو كما ترى جامع لما تقدم تقريباً قال رحمه الله تعالى:
أما سور المدينة المنورة:
فلم يكن لها في الزمن القديم سور ومن تأمل ما ذكرناه في الأصل من منازل القبائل من المهاجرين مع منازل قبائل الأنصار علم عظيم سعتها واتصال قراها بعضها البعض ولذا لم تقم الجمعة في قراها مع كثرتهم بها واستيطانهم، وسيأتي أن قباء كانت مدينة عظيمة متصلة بالمدينة المنورة. وأول من بنى بالمدينة المنورة الشريفة سوراً بعد خراب أطرافها عضد الدولة ابن بويه بعد الستين وثلاثمائة في خلافة الطائع لله بن المطيع لله ثم تهدم على طول الزمان وتخرب بخراب المدينة ولم يبق إلا آثاره ورسمه، قال المجد اللغوي. وكذا نقل الأقشهري عن صاحب نور الأقاليم: أن المدينة المنورة عليها سور وأن مصلى العيد من غربي المدينة المنورة داخل الباب انتهى بمنازل جهينة أو غالبها كانت من داخله كما سيأتي في مسجدهم خلاف ما قاله المطري من أن ناحيتهم غربي حصن صاحب المدينة، والسور القديم بينها وبين جبل سلع، قال: وعنده أثر باب للمدينة يعرف بدرب جهينة وما سبق عن المجد نقله عن المطري عن ابن خلكان: قلت وهو مخالف لما في الروض المعطار في أخبار الأقطار من إسحاق بن محمد الجعدي بنى سور المدينة المنورة كما تقدم، وذكر أنه لعل المنسوب لابن بويه إنما هو تجديده أو سور غيره. ثم كثر الناس من خارج السور ووصل السلطان الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي سنة 577 هـ إلى المدينة المنورة بسبب رؤيا رآها ثم ذكر…

الصفحة 252