253…ما قدمناه عنه في خاتمة الباب الثاني عشر، ثم قال إنه لما ركب متوجهاً إلى الشام صاح به من كان نازلاً حول السور كما تقدم ذكره، وكتب اسمه على باب البقيع فهو باق إلى هذا التاريخ وصورته في الحديد المصفح به الباب ما نصه: " هذا ما أمر بعمله العبد الفقير إلى الله تعالى محمود بن زنكي بن أقستقر غفر الله له سنة 558 هجرية ". وقال البدر بن فرحون إن نور الدين الشهير كمل سور المدينة المنورة وهو سورها الموجود اليوم. وقال: وأما السور الذي كان داخل المدينة فإنما أحدثه جمال الدين بن أبي منصور وكان وزيراً لوالد الملك العادل يعني زنكي ثم استوزره بعد زنكي غازي بن زنكي نعني أخا العادل انتهى. وقد علمت أن المدة متقاربة في عمل السورين. وفي كتاب شهاب الدين بن أبي شامة قال ابن الأثير: رأيت بالمدينة المنورة إنساناً يصلي الجمعة فلما فرغ ترحم على جمال الدين يعني الجواد فسألناه فقال يجب على كل مسلم بالمدينة أن يدعو له لأننا كنا في ضر وضيق مع الأعراب لا يتركون لأحدنا ما يواريه فبنى علينا سوراً احتمينا به ممن يريدنا بسوء فكيف لا ندعو له، وكان الخطيب في المدينة المنورة يقول في خطبته: " اللهم صن حريم من صان حرم نبيك ... إلخ " كما تقدم فلو لم يكن له إلا هذه المكرمة لكفاه فخراً فكيف وقد أصابت صدقته تخوم الأرض. وأما عنايته بأهل الحرمين خصوصاً أهل المدينة المنورة فكانت عظيمة، وذكر المراغي أنه جدد في سنة 755 هـ الملك الصالح ولد ناصر بن قلاوون. وجدد أشياء منه السلطان الأشرف قيتباي، وذكر البدر بن فرحون أن الأمير سعد بن ثابت بن جماز ابتدأ في سنة إحدى وخمسين وسبعمائة في عمل الخندق الذي حول السور المذكور ومات ولم يكمله، وأكمله الأمير فضل بن قاسم بن جماز في ولايته بعده.
* تعليقات هامة على سور المدينة المنورة:
اعلم أن السور المذكور في تواريخ المدينة المنورة والمقام على المدينة نفسها خرب بعد ذلك وبقي مدة حتى كان زمن المرحوم السلطان سليمان بن السلطان…