266…
استيلاء العثمانيين على الحجاز كله وبه تمت لهم الخلافة العظمى الإسلامية على سائر المسلمين في أنحاء المعمورة. فأول شخص من آل عثمان حظى بهذه النعمة الكبرى هو السلطان سليم خان العثماني فبعد أن استولى على القطر المصري كله في عام (922) هجرية بعث إليه شريف مكة المكرمة وأميرها الشريف بركات ابنه إلى مصر ومعه مفاتيح سلمه إياها وقال له نيابة عن والده الشريف بركات إن هذه المفاتيح هي مفاتيح الحرمين الشريفين ففرح بها السلطان سليم خان العثماني فرحاً شديداً وأجازه على ذلك وأكرمه إكراماً عظيماً وثبت والده الشريف بركات في إمارة مكة المكرمة والمدينة المنورة وجعله شريكاً لوالده في هذه الإمارة عليهما. والسلطان سليم خان العثماني هذا هو الذي ملك مصر والشام والحجاز واليمن وسائر أقطار العرب وبعد أن تم له هذا كله خطب له خطيبه الرسمي في القاهرة فقال على حد تعبيرهم إذ ذاك:
" خاقان البرين والبحرين وخادم الحرمين الشريفين "
فقام السلطان سليم من صفه الأول في المسجد وصعد إلى المنبر بنفسه وألبس الخطيب قائل هذه الكلمات ـ كركه ـ الذي كان يلبسه. " الكرك هو عبارة عن جبة صوف أنقوري أي صنع أنقرة داخلها شعر بعض الحيوانات الغريبة يلبسونه العظماء بقصد التدفئة به والتزين بمنظره ومظهره لأن فيه بعض الفخر. وأجاز الخطيب بعد انتهائه من الخطبة بجائزة مالية عظيمة مغرية لها قيمتها وقال في الحال شعراً باللغة التركية الفارسية وكان يعد من كبار الشعراء باللغة التركية وإليك الشعر باللغة التركية ثم ترجمته باللغة العربية فيما يأتي:
بتن دنيا بنم ألصه غمم كتماز ندند ربه
ازلدن خاك غم ايله بنا أو لمش بد ند ربه
ومعناها باللغة العربية ما يأتي:
يا أولادي لقد جمع الله لي خيرات الدنيا كلها ومع ذلك لا يفارقني الغم فما هو…