267…السبب؟ هذا هو معنى البيت الأول، أما البيت الثاني فمعناه كما يأتي: هذا الجسم طينته معجونة بماء الغم من الأزل ولذلك لا يفارقه الغم مطلقاً لأنه معجون به، فالبيت الأول سؤال والبيت الثاني جواب فكأنه يسأل نفسه ثم يجيبها. وكان من نظام الدولة العثمانية أن مكة المكرمة يحكمها أمير من الأشراف القرشيين ومعه حاكم آخر دونه في الرتبة تركي الجنسية يسمى (الوالي) ولعل الوالي هذا كالجاسوس على إمارة مكة المكرمة يرى أحوال الأمير العامة والخاصة بنفسه عن كثب ويأتمر بأمره وينفذ مراسيمه ويخبر عنه أولاً بأول الدولة العثمانية في خطابات خاصة وعامة رسمية وسرية إلى الأستانة " استامبول " دار السعادة أو دار الخلافة العظمى الإسلامية. وقاضي محكمة مكة المكرمة يجب أن يكون من الأتراك من استانبول من دار مشيخة الإسلام ولا تزيد مدته المقررة عن عام واحد فقط فيرحل ويأتي غيره: وهناك الجيش العثماني التركي والعربي بقوادهم تحت رعاية الوالي التركي وكذلك البوليس برجاله وقواده وهم أصحاب الأمن العام في البلاد وقل في جدة مثل ذلك غير أن حاكمها العام يسمى القائم مقام. أما في المدينة المنورة فالقاضي الشرعي تركي الجنسية ولا يحكم أكثر من عام واحد ويستبدل بغيره والقسم العسكري الدفاع والأمن العام الذي كان يسمى إذ ذاك قيادة البوليس منهم تحت رعاية الحاكم العسكري العام وكان يسمى إذ ذاك محافظ المدينة المنورة وهذا المحافظ بفروعه ودوائره تحت عناية ورعاية شخص ديني كبير السن دائماً وأبداً يسمى شيخ الحرم الشريف النبوي وهو في حكم أمير المدينة المنورة وحاكمها العام وهو الذي يخابر الخليفة العثماني رأساً باستانبول ويشترط فيه أن يكون من أهل العلم الشرعي وأن يكون قد تقلب في القضاء الشرعي مدة لا يستهان بها ثم عمل مدة أكثر في مشيخة الإسلام باستانبول وأن يكون بطبيعة الحال يتقن اللغة العربية إتقاناً تاماً وأن يكون قد تجاوز الثالثة والستين من العمر، وله الدار الكبرى لنفسه ولموظفي دائرته والدار الصغرى بجانبها لعائلته وللخدم الذي لا يعد ولا يحصى وله المكان المختص به في الحرم الشريف النبوي ويسمى " دكة شيخ الحرم الشريف النبوي" وله الراتب…