كتاب تاريخ معالم المدينة المنورة قديما وحديثا

273…
مقدمَّة:
لا شك أن من أعظم أعمال الخير في هذه الحياة هو تشييد بيوت الله وإفساحها في أي بقعة من أرض الله، إلا أن عظمة هذا العمل تضاعف إذا كان هذا الافساح في مساجد التقوى التي أسسها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبارك مواطنها بالصلاة فيها، وعمرها صحابته رضوان الله عليهم وتابعوهم بالإيمان والصلاح، فأصبحت مركز إشعاع يؤمها القاصي والداني، مستشعرين فيض أنوارها ومتمثلين هداها. ومن هذا الباب نجد خادم الحرمين الشريفين فهد بن عبد العزيز يسارع فيتمثل قول الله تعالى: (فَاستَبِقُوا الخَيراتِ). وقوله تعالى: (إِنَمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ باللهِ). فأصدر أوامره بالتوسعة الكبرى لمسجد الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم، ومسجد قباء، ومسجد القبلتين، ومسجد الميقات، وستتوالى أوامره إن شاء الله تعالى بصدد إفساح مساجد أخرى، وهذه منحة من الله له وهبه إياها (ذَلِكَ فَضْلُ اللهْ يُؤتِيهِ مَن يَشَآءُ واللهُ واسِعٌ عليمٌ).…

الصفحة 273