كتاب تاريخ معالم المدينة المنورة قديما وحديثا

290…
مسجد الميقات
أولاً: خاصية التصميم وعلاقته بالموقع:
إن ميزة تصميم مسجد الميقات تتمركز في القوة والبساطة، وهي خاصية العمارة الإسلامية للبيئة الصحراوية وليس ناتجاً عن تطور الأشكال المعمارية ضمن البيئة الحضرية. موقع مسجد الميقات المعزول واعتباره كبوابة للمدينة المنورة أعطاه الصفة الطبيعية والعذرية. إن الصفة الإنشائية الضخمة تعود بذكرى العمارة التراثية لمركز القوافل التي كانت موجودة على أوائل طرق الحج في بداية التاريخ الإسلامي. إن الإنتهاء لجدران المسجد صمم بشكل لون الرمل معبراً عن قوة ارتباط المبنى بصخور الجبال المحيطة مما جعله مرتبطاً مع تلك البيئة. استعملت نماذج مزخرفة من الطابوق للإنهاء لإعطاء صفة حيوية للواجهة. كما يحتوي التصميم على فضاء أخضر مرتبط بعمارة المجمع، وهذا الاعتبار في تصميم الفضاء الأخضر طبق بشكل تصميم معزول لعدة مشاريع حديثة بالمملكة العربية السعودية مثل المطارات والأبنية العامة. إن تصميم الفضاء المحيط وتنسيق الأشجار واستعمال مادة الحصى لتبليط مواقف السيارات تعتبر حلاً أساسياً لخلق مناخ خاص بالمنطقة يلطف الطبيعة المناخية القاسية.
ثانياً: التصميم المعماري: شكل المسجد مربع بضلع 77 متر يكون مساحة 6000 متر مربع يحتوي على فضاء داخلي لمساحة 1000 متر مربع ويتسع لـ 5000 مصل. يتكون المسجد من سلسلة صفوف من الأروقة مرتبة على التوالي مفصولة…

الصفحة 290