31…الحشر بقوله تبارك وتعالى فيها (والَذينَ تَبَوَّءو الدَّارَ والأيمان مِن قَبلِهمّ يُحِبوُّنَ مَنْ هَاجَرَ إليهم ولا يجدونَ في صُدُورهِم حَاجة مِمّا أُوتوا ويُؤثرُون على أَنفُسِهِم ولو كان بِهم خَصاَصَةٌ وَمَن يُقَ شُح نفسِهِ فأولئك هُمُ المفلِحون) (1).
* الدار والإيمان اسمان من أسماء المدينة المنورة:
يحق للأنصار أي ورب العزة أن يفتخروا على كل العالم بهذه المزايا الحميدة التي وصفهم بها ربهم تبارك وتعالى. لقد كان الأنصاري ينزل عن إحدى زوجاته فيطلقها ثم يقدمها هدية لأخيه المهاجر ثم يقاسمه أمواله وأملاكه ثم يقدمه على نفسه في كل صغيرة وكبيرة.
* أما أصل الأوس والخزرج فإنه يتلخص فيما يأتي:
لما كان ما كان من أمر سيل العرم الذي قص الله تبارك وتعالى علينا في كتابه الكريم قصته العجيبة الغريبة، اجتمع عمرو بن عامر بن ثعلبة بقومه فقال لهم: إني واصف لكم البلاد فمن أعجبه بلد فليسر إليه ومن أراد الرحيل فليلحق بيثرب ذات النخيل (وهي المدينة المنورة).فكان ممن اختار المدينة المنورة التي كانت تسمى إذ ذاك بيثرب بنو قيلة وهم الأوس والخزرج الذين سماهم فيما بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأنصار وهم أبناء حارثة بن زيد بن سواد بن أسلم بن إسحاق بن قضاعة فأقاموا بالمدينة المنورة مع اليهود الذين كانت لهم الأموال والنخيل والآطام كما كانت لهم القوة في العدد والعدة فبعد أن مكثوا معهم طويلاً من العهد عقدوا مع اليهود حلفاً عاشوا فيه معهم بين نقض أحياناً وإمضاء أحياناً أخرى كما هي عادة اليهود لا عهد لهم ولا ذمة.
* منازل الأوس والخزرج بالمدينة المنورة كانت كما يلي:
1 - بنو عبد الأشهل بن جشم بن الحارث.
2 - بنو حارثة بن الحارث بن الخزرج الأصفر بن عمرو بن مالك بن الأوسي: " يسكنون بالحرة الشرقية بجانب العريض " (2).…
__________
(1) سورة الحشر آية (9). (2) لا يزال مسجد العريض قائم العين معروف باسمه الآن في منتصف طريق المطار القديم تقريباً على يمين الذاهب إلى الداخل من الشارع العام بحوالي 2 كيلو متر.