كتاب تاريخ معالم المدينة المنورة قديما وحديثا

41…
" الباب الثاني " * " تاريخ المدينة المنورة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ".
* " قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة ". أو " الهجرة "
الهجرة وما أدراك ما الهجرة أمر عظيم وحدث جسيم غيّر مجرى التاريخ وأسبغ على الإسلام العزة والمنعة وأكسبه الثبات والتأييد فقد طهرت القلوب وانصهرت النفوس، وظهر الإيمان الحق، وبدت الأبطال في مظاهرها الخلابة، وشهد الرسول العظيم لكل فرد من أصحابه بميزة جليلة وخصلة جميلة .. أنطقه الله تبارك وتعالى بها كوسام لصحابته الأفاضل الذين مدحهم الله وأثنى عليهم في القرآن الكريم وفي التوراة العظيمة وفي الإنجيل المقدس ثم في الأحاديث الشريفة وجاء ذكرهم في أشعار العرب التي تعتبر سجلاتهم وتواريخهم المركزة في كل أمر هام ثم توجه صلوات الله وسلامه عليه بكليته إلى إنشاء المساجد الشريفة في المدينة المنورة، فكانت المساجد التي صلى فيها ثلاثة وستين مسجداً بعدد سني عمره المبارك (1).
وآخى النبي صلى الله عليه وسلم بين الأنصار والمهاجرين وبين الصحابة وبعضهم، وعقد الأحلاف بين الأنصار من الأوس والخزرج وبين اليهود ليعيش…
__________
(1) ذكر الشيخ أحمد بن عبد الحميد العباسي المتوفي في القرن العاشر الهجري في كتابه عمدة الأخبار أن جملة مساجده التي صلى فيها صلى الله عليه وسلم مائة وست وثلاثون مسجداً، وذكر أسماء ستة وخمسين مسجداً في المدينة معروفة الأعيان في زمنه وسمى ـ 27 ـ مسجداً على الطريق من المدينة إلى مكة وسمى ـ 27 ـ مسجداً أخرى على طريق غزواته عليه السلام.

الصفحة 41