49…
* سيرة الرسول العظيم من آيات القرآن الكريم
أما الآن فإننا نحب أن نعلم من هو محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنقول: " شئلت السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها كيف كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: كان خلقه القرآن "، سؤال جميل وجواب أجمل منه. إن الله تبارك وتعالى قال لرسوله عليه الصلاة والسلام (وَإِنَكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ). (سورة القلم -آية 4). فسأل سائل: كيف كان خلق رسول الله؟ فأجابت عائشة التي قال فيها نبينا صلوات الله وسلامه عليه:" خذوا نصف دينكم من هذه الحميراء ". تصغير حمراء (1). كان خلقه القرآن (كلمة صغيرة احتوت على معان كبيرة)، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" من أراد أن يخاطب الله فليصلّ ومن أراد أن يخاطبه الله فليقرأ القرآن ". وقال النبي صلى الله عليه وسلم:" من أراد الدنيا فعليه بالعلم ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم ومن أرادهما معاً فعليه بالعلم ومن أراد العلم فعليه بالقرآن ". فهذا القرآن وهذه مكانته (2). وكان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم فتأمل طويلاً وطويلاً جداً لتدرك الحقيقة على حقيقتها ثم أنظر إلى خطاب الله تبارك وتعالى لرسوله صلوات الله عليه بقوله: (يَأَيُهَا النَّبِيُ) (سورة التحريم - آية 1).…
__________
(1) الحديث موضوع ويقول محمد فؤاد عبد الباقي في تحقيقه وتعليقه على الحديث رقم 2474 في سنن الترمذي إحالة إن كل حديث ورد فيه الحميراء ضعيف. وأقول قرأت هذه العبارة في أكثر من مصدر من مصادر أصول الحديث. (2) أورد الطبراني برجال الصحيح عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:" من أراد العلم فليثور القرآن فإن فيه علم الأولين والآخرين.