56…شرعاً لأنهما كانا تحت الوصاية الشرعية لعدم كمال رجولتهما (1). وكانت قبلة المسجد الشريف النبوي إلى بيت المقدس في الجهة الشمالية منه وصلى، صلى الله عليه وسلم إلى هذه القبلة سبعة عشر شهراً، ولما فرغ صلوات الله وسلامه عليه من بناء مسجده الشريف النبوي بنى بعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها في البيت الذي بناه لها كما بنى بعده بيتاً لسودة أم المؤمنين ثم بنى في أوقات مختلفة بيوتاً لباقي الزوجات.
1 - زيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ثم زاد صلى الله عليه وسلم في مسجده الشريف ثلاثة عواميد من جهة الغرب في السنة السابعة من الهجرة الشريفة بعد عودته من غزوة خيبر فكأنه بعمله هذا قد سن لمن بعده الزيادة في المسجد الشريف النبوي إن احتاج الحال لذلك وقال مشيراً إلى هذا المعنى. " لو مد مسجدي هذا إلى صنعاء لكان مسجدي " (2).
2 - زيادة عمر بن الخطاب:
ثم زاد فيه سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه في العام السابع عشر عامودين من جهة الغرب، أما من جهة الشمال فأكثر من عامودين وعمل فيه حصوة غير مسقفة وأنشأ البئر المشهور بين الناس ببئر زمزم في وسط الحصوة (3).
3 - زيادة عثمان بن عفان:
ثم زاد فيه سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه في العام التسع والعشرين عاموداً واحداً من جهة الغرب وأكثر من عامود من جهة القبلة، وأنشأ في محرابه المشهور باسمه الآن وكانت زيادته فيه من جهة القبلة تنتهي عند انتهاء حدود…
__________
(1) هذه العلة اجتهاد من المؤلف وينقصها ما ثبت أن الغلامين كانا في حجر سعد بن زرارة رضي الله عنه، وأراد سعد أن يدفع هو الثمن وجهد في ذلك فلم يقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بل دفعه من مال أبي بكر الصديق رضي الله عنه. (2) أورد هذا الحديث الشيخ ناصر الدين الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة إلا أنه بعدما ذكر من ضعفه وعلة ضعفه قال إن معناه صحيح يشهد له عمل السلف به حين زاد عمر وعثمان في مسجده صلى الله عليه وسلم من جهة القبلة فكان يقف الإمام في الزيادة ووراءه الصحابة في الصف الأول فما كانوا يتأخرون إلى المسجد القديم كما يفعل بعض الناس اليوم. (3) أزيلت معالم هذه البئر الآن لعدم الحاجة إليها وليستفاد من موقعها للمصلين.