كتاب تاريخ معالم المدينة المنورة قديما وحديثا

9…النتائج التي ترتبت على هذه المعركة التي دارت رحاها حول جبل أحد نتائج خطيرة، اتجهت بتاريخنا وأمتنا، وجهة جديدة. وكل آثار المدينة المنورة أو معظمها ـ على الأصح مما يحمل هذا الطابع الإشعاعي الخالد ـ وهي لذلك جديرة بالدراسة والتحقيق وخليقة أن تعرض في كل يوم بطريقة جديدة، وبأسلوب جديد، يتيح لنا أن نكون على صلة مستمرة بها، وبما تشعه في نفوسنا من صور وظلال ومشاعر وأحاسيس. لذلك يسعدني أن أرحب بهذا الكتاب (تاريخ معالم المدينة المنورة قديماً وحديثاً) كل الترحيب وأن أؤكد للقارئ، أننا نستطيع أن نجعل عنوان الكتاب " تاريخ معالم المدينة المنورة قديماً وحديثاً " ومستقبلاً أيضاً، ونحن على اطمئنان تام من صدق هذا العنوان وانطباقه على الواقع. فالتاريخ الحقيقي للمدينة، التاريخ الذي يبرز شخصيتها المستقلة المتميزة في كل العصور دون استثناء، هو هذا التاريخ، الذي قدم جانباً منه إلى المكتبة العربية فقيد العلم والأدب والثقافة " السيد أحمد ياسين الخياري " غفر الله له وتغمده برحمته، ونفع بكتابه، كل أولئك الذين لاتزال قلوبهم تنبض بالحب والإخلاص للإسلام ومعالم الإسلام وتراث الإسلام في كل معقل من معاقل العروبة والإسلام. وإنه لمن توفيق الله وفضله أن تضم التوسعة السعودية الجديدة التي اضطلع بأضخم أعبائها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله الكثير ـ الكثير من هذه المعالم لتصبح جزءً من المسجد النبوي الشريف أو الساحات الكريمة المحيطة به، فتكتمل لهذه المعالم مقومات التكريم والبقاء والخلود، بعد أن تعاقبت عليها العصور والأزمنة وهي تتطلع إلى مثل ما حظيت به الآن من حفاوة وعناية وتكريم. بقي أن أشير إلى أنني وأخي السيد ياسين أحمد الخياري، كنا حريصين على أن ننشر الكتاب كما هو رغم التطورات الضخمة التي حدثت بالمدينة المنورة منذ وفاة المؤلف يرحمه الله قبل حوالي ربع قرن ليظل الكتاب وثيقة تاريخية، تقدم الصورة الكاملة والحقيقية للوضع الذي كانت عليه المدينة المنورة خلال تلك الفترة إلا فيما ندر .. وذلك أمانة للتاريخ أولاً لنتيح الفرصة للقارئ الكريم، ليكتشف بنفسه أبعاد هذه التطورات المذهلة التي نعيشها اليوم، بفضل الله ـ…

الصفحة 9