كتاب إصلاح غلط أبي عبيد في غريب الحديث

الولاء والقَرابة عندي إلَّا أنْ يكون الرجُل الشاهد قرابة للمشهود له، أو مَوْلى له، فيُظَن به المَيْل إليه بالقرابة أو بالولاء (¬1). لأنَّهما (¬2) سَبَبان موجبان للمَيْل. ومما يشبه هذا قولُه: ولا القانع مع أهل البيت، وهو الرجُل يكون معهم وفي حاشيتهم، كالتّابع، والأجير. لأنَّ ذلك سَبَب يُوجِبُ المَيْل.
* * *
30 - قال في حديث (¬3) النَّبي - صلّى الله عليه وسلَّم -: "عائِدُ المريض على مَخارِفِ الجنَّة".
قال أبو عبيد: واحدُ المَخارِف: مَخْرَف وهي جَنْيُ النَّخْل.
قال: وإنَّما سُمّي مَخْرفاً لأنَّه يُخْتَرَفُ منه، أي: يُجْتَنى (¬4).
قال: وأمّا قولُ عُمَر (¬5): "تُركتم على مِثْل مَخْرفَة النَعَم". فليس من هذا في شيء. إنَّما أراد بالمَخْرفة، الطَّريق. هذا قول أبي عبيد.
قال أبو محمَّد: وقد تدبّرْتُ هذا التفسير فرأيْتُ (¬6) فيه غلَطاٍ بيّناً، لأنه ذكر أنَّ المَخْرَف، جَنْي النَّخْل. (¬7) رطْبُه وثَمَرُه. وذلك مخروف الجنة.
¬__________
(¬1) ظـ: وبالولاء.
(¬2) في الأصل: لأنهم. وفي ظـ: لأنهما توجبان.
(¬3) غريب الحديث 1/ 81 وتمامة: "حتى يرجع". وينظر: الفائق 1/ 334؛ ومسند ابن حنبل 5/ 276؛ 279؛ والنهاية 2/ 24. وفي جامع الأصول 9/ 532 " .. في مخرفة الجنة".
(¬4) في الأصل: يجتني منه. والتصويب من: غريب الحديث، وظـ.
(¬5) نقلًا عن الأصمعي، وهو في الفائق 1/ 334؛ والنهاية 2/ 24.
(¬6) ظـ: رأيته.
(¬7) ينظر: اللسان: "خ/ ر/ ف". وغريب الحديث 4/ 499؛ وغريب ابن قتيبة 2/ 4؛ والفائق 1/ 363؛ والتقفية: 583.

الصفحة 101