كتاب إصلاح غلط أبي عبيد في غريب الحديث

فأما المَخْرَفُ، فإِنَّه النَّخْل بعيْنه. والدَّليلُ على ذلك: ما ذكره في غير (¬1) هذا الحديث من قول. أبي طلحة (¬2) للنَبي - صلّى الله عليه وسلَّم -: " (¬3) إنَّ لي مَخْرَفاً، وإنّي أُريد أن أجعله صَدَقة" فقال: "اجْعَله في فُقَراء قَوْمك".
أراد: إنَّ لي نَخْلاً، وأراد النَبي - صلّى الله عليه وسلَّم - أنَّ عائِدَ المريض في بساتين الجنَّة. لأنَّه قد اسْتحقَّها بالعيادة، فهو صائِر (¬4) إليها.
ولو جُعلت المَخارِف هَا هُنا أيضًا من مَخْرفة النَّعم، وهو الطّريق، لكان وجْهاً حسَنًا. كأنَّه قال: عائِدُ المريض على طريق الجنَّة. لأنَّ عيادته تُؤذي إلى الجنَّة فهو طريقٌ إليها (¬5).
¬__________
(¬1) سقطت من: ظـ، وبدونها لا يستقيم المعنى المطلوب.
(¬2) النهاية 2/ 24.
(¬3) ظ: إني. وهو في: النهاية 2/ 24.
(¬4) ظـ: صاير لها.
(¬5) منقول عنه في: النهاية 2/ 24.

الصفحة 102