كتاب إصلاح غلط أبي عبيد في غريب الحديث

فلأنْ يكون شرابُهم فضْلَ شرابنا، وما يُنْبذ منه. كما كان طعامهم فَضْل طعامنا. وما يُنْبذ (¬1) منه أشْبَه من أنْ يكون نباتاً باليَمن، يَنْتابُه جميع جِنّ الأرض.
هذا مع موافقة ما قلناه للغة واطِّراده.
* * *
33 - وقال أبو عبيد في حديث عُمَر (¬2) -رضي الله عنه -,: "كذب عليكم الحجّ".
فسره أبو عبيد، واحتج بقول (¬3) معقّر البارقي:
وذُبْيانية وصَّتْ بَنيها ... بأنْ كذَبَ القَراطِفُ والقُروفُ
وقال: القَراطِفُ، القُطُف. والقرُوف: أوْعِيَةُ الخَلّ وغيره (¬4). هكذا حدّثنا أحمد بن سعيد (¬5) وغيره. ورأيْتُ في بعض الكتب المسموعة (¬6): القُروف: الأوعية، كان صاحب هذا (¬7) الكتاب فَطِنَ لهذا فحذف الخَلّ. وليس كل وعاء قَرْفًا. وإنما القروف أوعية الخَلْع لا أوعية الخَلّ. وهي: أوعيةُ من جلود الإبل، يُجْعل فيها لحم، تُخلْع منه العظام
¬__________
(¬1) ظـ: نبذ
(¬2) غريب الحديث 3/ 247؛ وهو في: مسند عمر -رضي الله عنه- ص 570؛ (الجامع الكبير - خط)، والفائق 3/ 250.
(¬3) ينظر: السمط 1/ 484؛ والمعاني الكبير 1/ 381؛ والتقفية: 587؛ واللسان (ك/ ذ/ ب)، و (ق/ ر/ ف) 11/ 189؛ وفيه: أوصت.
(¬4) تللسان والتقفية.
(¬5) أحمد بن سعيد اللحياني. راوية أبي عبيد.
(¬6) ظـ: المسموعات.
(¬7) سقطت من: ظـ.

الصفحة 107