كتاب إصلاح غلط أبي عبيد في غريب الحديث

أو غير قَرْقرة، فيؤمر المُصَلِّي عند ذلك بأنْ يَقْطَع صَلاتها (¬1) ويقضي حاجته، ولا يصلّي على تلك الحال متجوّزاً متخففاً (¬2). لنهي النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَم - (¬3): "أنْ يُصَلّي أَحَدٌ وهو يُدَافِعُ الحَدَث". وأصلُ الرزِّ، الوَجَع يجده الرجل في بَطْنِهِ. يقال: إنَّه ليَجَد رِزّاً في بطْنه. أي: وَجَعًا. وغَمْز الحدث في البَطْنِ وجعٌ أو كالوجع [و] (¬4) قال أبو النجم (¬5) يذكر إبلاً عطاشًا.
لو جُرَّ شَنُّ وسْطَها لم تَحْفل ... من شَهْوة الماء ورِزٍّ مُعْضَلِ
يقول: لو جُرت قِرْبةٌ يابسةٌ خلَقٌ وسطها لم تنفر من شِدّة عطشها وذبولها. وشبّه ما تجده في أجوافها من حرارة العطش وغلّته بالوجع. فسمّاه رزّاً، ويكون الرزّ أيضًا: الصوت (¬6) في موضع آخر.
* * *
37 - وقال أبو عبيدة (¬7) في حديث عليّ -رضي الله عنه-: "إن
¬__________
(¬1) ظ: الصلاة.
(¬2) في الأصل: مخففًا.
(¬3) ابن قتيبة 1/ 540 - 541، والنهاية 2/ 219، 3/ 143، والفائق 4/ 106، وفي 2/ 219.
وفي سنن أبي داود 1/ 22، "لا يصلي بحضرة طعام ولا هو يدافعه الأخبثان".
(¬4) سقطت من: ظ.
(¬5) "اللسان" (ر/ ز/ ز) 7/ 221. ولاميته في: "الطرائف الأدبية". ص 62، وفيه: لم تحفل.
والتاج 15/ 154، وديوانه ص 199، (جمع وتحقيق: علاء الدين أغا - الرياض 1981 م).
(¬6) التكملة 3/ 266.
(¬7) غريب الحديث 3/ 468، والنهاية 5/ 296، والفائق 4/ 128.

الصفحة 112