كتاب إصلاح غلط أبي عبيد في غريب الحديث

زمن الحجّاج. وركب فيها الحاجّ (¬1)، وكانوا قبل يحجّون على الرحال (¬2).
فكيف يكره ابن مسعود ما لم يَرَهُ ولم يَحدُثْ في زمانه. قال بعض الشعراء: (¬3)
أوّلُ عبد عَمِلَ المَحامِلَا (¬4) ... أخْزاهُ ربّي عاجِلاً وآجِلا
يعني الحجّاج. وإنَّما أراد ابن مسعود بقوله: رَحْلٌ إلى بيت الله أي: (¬5) بعيرٌ تُعِدّه للحجّ، وسَرْجٌ في سبيل الله، أي: فَرَسٌ تُعِدّه للغزو. فكنى عنهما بالرحل والسَّرْج.
* * *
42 - وقال أبو عبيد (¬6) في حديث ابن مسعود -رحمه الله-: "إنَّ التَّمائِم والرُّقَى والتِّوَلَّة من الشِّرْك".
¬__________
(¬1) المطبوعة، وظ: الحجاج.
(¬2) اللسان (ح/ م/ ل) 13/ 198، والبيان والتبيين 3/ 203، والحيوان 1/ 82، والمحاسن والمساوئ ص 366، والأوائل للعسكري 2/ 53 - 54.
(¬3) اللسان، وفيه الشطر الأول فقط، وفي المحاسن والمساوئ:
أخزى الِإله عاجلا وآجلا ... أول عبد عمل المحاملا
عبد ثقيف ... ذاك أزل آزلا
ونسبه إلى: حميد الأرقط، وفي العسكري:
أخزى مليك الناس خزياً عاجلا ... أول عبد أحدث المحاملا
ونسبه الجاحظ إلى أحد رجّاز الأكرياء (جمع كري، وهو الذي يكري دابته بالكراء).
(¬4) في الحيوان: أول خلْق ...
(¬5) زيادة من: ظ.
(¬6) غريب الحديث 4/ 50، 329، وينظر: الفائق 1/ 157، وابن حنبل 1/ 381، وابن ماجه (كتاب الطب: 39)، وسنن أبي داود (كتاب الطب: 17)، والنهاية 1/ 200، وغريب ابن قتيبة 1/ 451، وجامع الأصول 7/ 574، والغريبين 1/ 262.

الصفحة 124