كتاب إصلاح غلط أبي عبيد في غريب الحديث

22 - وقال أبو عبيد (¬1) في حديث النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: "إنَّه لَعَن العاضِهَة والمسْتَعْضِهة".
قال أبو عبيد، العَضْه: النَّميمة، واحتجَّ بقول الشَّاعر: (¬2)
أعوذُ بربّي مِنَ النَّافِثا ... تِ في عُقَد العاضِه المُعْضِه
هذا قول أبي عبيد:
قال أبو محمَّد: قال عِكْرِمة: العَضْهُ، بلِسان قريش: السِّحْر. والعاضِهة: (¬3) السَّاحرة. والمُسْتعضهة: التي تسألها أنْ تسحر لها. وفى البيت الذي اسْتشْهَده أبو عبيد ما دلَّ على أنَّه السِّحْر. لأنَّ النَّافِثات في العُقَد هُنَّ السَّواحر. والعَضَه، (¬4) في غير هذا الحديث [و (¬5)] في غير هذا البيت، قد تكون الغِيبة، وقد تكون النَّميمة عضهًا، لأنَّ الغِيبة تدخلها كثيرًا.
* * *
¬__________
(¬1) غريب الحديث 3/ 180، وفيه: "قال - صلى الله عليه وسلَّم -: ألا أنبئكم ما العضه؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: هي النميمة". وينظر: النهاية 3/ 119، والفائق 2/ 161، والحديث في: مسند ابن حنبل 1/ 437، والموطأ (كتاب البر: 102).
(¬2) الشاهد في: اللسان (ع/ ض/5) بغير نسبة، ومختلف الحديث 121.
(¬3) تفسير غريب القرآن 240، وتفسير الطبري 14/ 45.
(¬4) ينظر: الفائق، واللسان، وقال ابن الأثير: هي العضه، بكسر العين وفتح الضاد المعجمة ... وصرح الزمخشري في: (الفائق)، أن أصلها العضه، فِعْلة، من العضه، وهو البهت.
(¬5) زيادة من: ظ. وينظر: مختلف الحديث 121.

الصفحة 90