كتاب إصلاح غلط أبي عبيد في غريب الحديث

ولو انفردت العصا لم يكن وراءها مَحْبَس للإِبل لم تُسَمَّ. وإنْ مَنَعَت الإِبل، مِرْبَدًا (¬1).
* * *
25 - وقال أبوعبيد في حديث النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: "ذكر (2) فيه أبو عبيد (¬2) إيجاز العرب واختصارها، وحَذْفَها من الكلام لِيَعْلَمَ المخاطَب بما يريدون (¬3). وأنشد في ذلك للأخطل: (¬4)
لما رأوْنا والصَّليبَ واقعا ... ومارَ سرجيس وموْتًا ناقِعَا
خلّوا لنا راذان والمزارعا ... كأنَّما [كان] غُرابًا واقِعا
قال: أراد، كأنَّما كانوا غرابًا واقعًا فطار، فحذَفَ فطار. هذا قولُ أبي عبيد.
قال أبو محمد: لم يحذف الشاعر شيئًا، ولكنَّ أبا عبيد لم يبلُغْه البيت [الذي (¬5)] بعد هذا، وهو قوله (¬6):
¬__________
(¬1) ورد على ابن قتيبة: أبو بكر الأنباري في: الزاهر 2/ 366.
(¬2) ظ: ذكر أبو عبيد فيه.
(¬3) ينظر: تأويل مشكل القرآن 219.
(¬4) ديوانه ص 309، وفيه: والصليب طالعا/ وسمًا ناقعا.
ومار سرجيس: كلمتان: (مار، وتعني السيد) بالسريانية، وسرجيس: اسم سرجيوس، كان قائدًا في جش (الملك مكسيميانوس) عن: شرح الديوان.
وراذان: الثرثار، وهو من أيامهم.
(¬5) سقطت من: ظ.
(¬6) ولم أجده في ديوانه، وهو في التاج: (ص/ ق/ ع) 5/ 535، (ط/ القاهرة)، واللسان (ص/ ع/ ق) 10/ 285.

الصفحة 93