كتاب النحو المصفى (اسم الجزء: الكتاب)
هذه صفات ما يبنى منه اسم التفضيل من الأفعال، فما لم يستوف هذه الصفات مجتمعة -بأن نقص منها واحدة أو أكثر- فلا يبنى منه اسم التفضيل على صورته التي سبق شرحها، بل تسلك اللغة طريقتين للإتيان باسم التفضيل منها على التفصيل التالي:
الطريقة الأولى: لاحظ الأمثلة التالية:
الشعبُ المتحضرُ أسْمَى إحْسَاسَا من المتخلِّف.
الظلمُ أشَدُّ سوادًا من الظلام.
تستخدم هذه الطريقة للتفضيل مع صنفين من الأفعال هما: ما زاد على ثلاثة مثل "أحَسَّ" وما كان الوصف منه على أفعل مثل "سَوِدَ".
وتتكون جملة التفضيل فيها -كما ترى في الأمثلة- من الإتيان "باسم مناسب على وزن أفعل + المصدر الصريح للفعل منصوبا على التمييز بعده".
الطريقة الثانية: لاحظ الأمثلة التالية:
الظّلمُ أوْقَعُ ما يكونُ مؤلما مع رؤيةِ الظالم والعجز عنه.
الكلامُ المفيدُ أحَقُّ أن لا يُترَك والكلامُ الرخيصُ أولى أنْ لا يُسمَعَ.
المحسنُ أحَقُّ أنْ يُكَافَأَ والمسيءُ أوْلَى أن يعاقب.
تستعمل هذه الطريقة مع ثلاثة أنواع من الأفعال هي "الناقصة، المنفية، المبنية للمجهول" وتتكون جملة التفضيل فيها -كما ترى في الأمثلة- من الإتيان "باسم مناسب على وزن أفْعَل + المصدر المؤول بعده".
أما الأفعال الجامدة والأفعال التي لا تفاضل في معناها، فلا يأتي منها اسم التفضيل مطلقا.
الصفحة 681
736