كتاب خطبة الكتاب المؤمل للرد إلى الأمر الأول
على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنه حميد مجيد. اللهم وصل على ملائكتك وأنبيائك وسائر رسلك وأوليائك وسلم عليهم أجمعين وبارك وعلى التابعين لهم بإحسان الذين هم صفوة العبيد وألحقنا بهم بلطفك ورحمتك وإن قصرنا في محاولة طاعتك وجنبنا طرق مخالفتك وقرب علينا فيما يرضيك كل بعيد واجعلنا يا ذا المنن والطول إذ لم يكن لنا إلا بك قوة ولا حول من الذين هدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد
/ أما بعد:
فإن العلم قد درست أعلامه وقل في هذه الأزمان إتقانه وإحكامه, وآل به الإهمال إلى أن عدم احترامه, وترك إجلاله وإعظامه, فتدارك بعد المحافظة عليه انصرامه, حتى صعب مرامه, وكاد يجهل حلاله وحرامه, هذا مع حث الشرع عليه, ونظره بعين التبجيل إليه, ووصفه العلماء القائمين به بخشيتهم إياه ورفع درجتهم وضمه لهم مع الملائكة في شهادتهم.
قال الله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء}
وقال: {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم}
وقال: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}
وقال: {وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون}
الصفحة 48
241