كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط الهند) (اسم الجزء: 5)
<3> واحد وكان الشعبي يقول دهاة العرب في الإسلام أربعة فعد منهم عمرا وقال فأما عمرو فللمعضلات وقد روى عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث روى عنه ولداه عبد الله ومحمد وقيس بن أبي حازم وأبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو قيس مولى عمرو وعبد الرحمن بن شماسة وأبو عثمان النهدي وقبيصة بن ذؤيب وآخرون ومن مناقبه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره كما تقدم وأخرج أحمد من حديث طلحة أحد العشرة رفعه عمرو بن العاص من صالحي قريش ورجال سنده ثقات إلا أن فيه انقطاعا بين أبي مليكة وطلحة وأخرجه البغوي وأبو يعلى من هذا الوجه وزاد نعم أهل البيت عبد الله وأبو عبد الله وأم عبد الله وأخرجه بن سعد بسند رجاله ثقات إلى بن أبي مليكة مرسلا لم يذكر طلحة وزاد يعني عبد الله بن عمرو بن العاص وأخرج أحمد بسند حسن عن عمرو بن العاص قال بعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال خذ عليك ثيابك وسلاحك ثم ائتني فأتيته فقال إني أريد أن أبعثك على جيش فيسلمك الله ويغنمك وأرغب لك من المال رغبة صالحة فقلت يا رسول الله ما أسلمت من أجل المال بل أسلمت رغبة في الإسلام قال يا عمرو نعما بالمال الصالح المرء الصالح وأخرج أحمد والنسائي بسند حسن عن عمرو بن العاص قال فزع أهل المدينة فزعا فتفرقوا فنظرت إلى سالم مولى أبي حذيفة في المسجد عليه سيف مختفيا ففعلت مثله فخطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال ألا يكون فزعكم إلى الله ورسوله ألا فعلتم كما فعل هذان الرجلان المؤمنان وولى عمرو إمرة مصر في زمن عمر بن الخطاب وهو الذي افتتحها وأبقاه عثمان قليلا ثم عزله وولى عبد الله بن أبي سرح وكان أخا عثمان من الرضاعة فآل أمر عثمان بسبب ذلك إلى ما اشتهر ثم لم يزل عمرو بغير إمرة إلى أن كانت الفتنة بين علي ومعاوية فلحق بمعاوية فكان معه يدبر أمره في الحرب إلى أن جرى أمر الحكمين ثم سار في جيش جهزه معاوية إلى مصر فوليها لمعاوية من صفر سنة ثمان وثلاثين إلى أن مات سنة ثلاث وأربعين على الصحيح الذي جزم به بن يونس وغيره من المتقنين وقيل قبلها بسنة وقيل بعدها ثم اختلفوا فقيل بست وقيل بثمان وقيل بأكثر من ذلك قال يحيى بن بكير عاش نحو تسعين سنة وذكر بن البرقي عن يحيى بن بكير عن الليث توفي وهو بن تسعين سنة قلت قد عاش بعد عمر عشرين سنة وقال العجلي عاش تسعا وتسعين سنة وكان عمر عمر ثلاثا وستين وقد ذكروا أنه كان يقول أذكر ليلة ولد عمر بن الخطاب أخرجه البيهقي بسند منقطع فكأن عمره لما ولد عمر سبع سنين وفي صحيح مسلم من رواية عبد الرحمن بن شماسة قال فلما حضرت عمرو بن العاص الوفاة بكى فقال له عبد الله بن عمرو ابنه ما يبكيك فذكر الحديث بطوله في قصة إسلامه وأنه كان شديد الحياء من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرفع طرفه إليه وذكرها بن عبد الحكم في فتوح مصر وزاد فيها أشياء من رواية بن لهيعة عمرو بن عاصم الأشعري يقال هو اسم أبي مالك الأشعري وهو غير كعب بن عاصم الآتي في الكاف عمرو بن عامر بن ربيعة بن هوذة العامري قال في التجريد ذكره بن الدباغ وحده قلت قد تقدم في العرس أنه لقبه واسمه عمرو بن عامر §
الصفحة 3
331