كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط الهند) (اسم الجزء: 5)

<36> بن سعد عن أبيه قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقصعة فأكل منها ففضلت فضلة فقال يجيء رجل من هذا الفج يأكل هذه الفضلة من أهل الجنة وكنت تركت أخي عميرا يتوضأ فقلت هو عمير فجاء عبد الله بن سلام فأكلها ووقع لي بعلو في مسند عبد بن حميد وصححه الحاكم وأخرج أبو يعلى من رواية أبان العطار عن عاصم وأخرج الحاكم من طريق إسماعيل بن محمد بن سعد عن عمه عامر بن سعد عن أبيه قال عرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم جيش بدر فرد عمير بن أبي وقاص فبكى عمير فأجازه فعقد عليه حمائل سيفه وهو عند البغوي كذلك وأخرجه بن سعد عن الواقدي من رواية أبي بكر بن إسماعيل بن محمد بن سعد عن أبيه قال رأيت أخي عمير بن أبي وقاص قبل أن يعرضنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر يتوارى فقلت مالك يا أخي قال إني أخاف أن يراني رسول الله صلى الله عليه وسلم فيستصغرني فيردني وأنا أحب الخروج لعل الله أن يرزقني الشهادة قال فعرض علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستصغره فرده فبكى فأجازه فكان سعد يقول فكنت أعقد حمائل سيفه من صغره فقتل وهو بن ست عشرة سنة وأخرج البغوي من طريق محمد بن عبد الله الثقفي عن سعيد قال لما كان يوم بدر قتل أخي عمير وقتلت أنا سعيد بن العاص كذا فيه والصواب العاص بن سعيد بن العاص عمير بن وهب بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي يكنى أبا أمية قال موسى بن عقبة في المغازي عن بن شهاب لما رجع كل المشركين إلى مكة فأقبل عمير بن وهب حتى جلس إلى صفوان بن أمية في الحجر فقال صفوان قبح الله العيش بعد قتلى بدر قال أجل والله ما في العيش خير بعدهم ولولا دين علي لا أجد له قضاء وعيال لا أدع لهم شيئا لرحلت إلى محمد فقتلته إن ملأت عيني منه فإن لي عنده علة أعتل بها عليه أقول قدمت من أجل ابني هذا الأسير قال ففرح صفوان وقال له على دينك وعيالك أسوة عيالي في النفقة لا يسعني شيء فأعجز عنهم فاتفقا وحمله صفوان وجهزه وأمر بسيف عمير فصقل وسم وقال عمير لصفوان اكتم خبري أياما وقدم عمير المدينة فنزل بباب المسجد وعقل راحلته وأخذ السيف وعمد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر إليه عمر وهو في نفر من الأنصار ففزع ودخل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله لا تأمنه على شيء فقال أدخله علي فخرج عمر فأمر أصحابه أن يدخلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحترسوا من عمير وأقبل عمر وعمير حتى دخلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع عمير سيفه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر تأخر عنه فلما دنا عمير قال أنعموا صباحا وهي تحية الجاهلية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أكرمنا الله عن تحيتك وجعل تحيتنا تحية أهل الجنة وهو السلام فقال عمير إن عهدك بها لحديث فقال ما أقدمك يا عمير قال قدمت على أسيري عندكم تفادونا في أسرانا فإنكم العشيرة والأهل فقال ما بال السيف في عنقك فقال قبحها الله من سيوف وهل أغنت عنا شيئا إنما نسيته في عنقي حين نزلت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اصدقني ما أقدمك يا عمير قال ما قدمت إلا في طلب أسيري قال فماذا شرطت لصفوان في الحجر ففزع عمير §

الصفحة 36