كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط الهند) (اسم الجزء: 5)
<44> قام إليه رجل من أهل الكتاب فقال إن رجلا من المسلمين صنع بي ما ترى وهو مشجوج مضروب فغضب عمر غضبا شديدا وقال لصهيب انطلق فانظر من صاحبه فائتني به فانطلق فإذا هو عوف بن مالك فقال إن أمير المؤمنين قد غضب عليك غضبا شديدا فأت معاذ بن جبل فكلمه فإني أخاف أن يعجل عليك فلما قضى عمر الصلاة قال أجئت بالرجل قال نعم فقام معاذ فقال يا أمير المؤمنين إنه عوف بن مالك فاسمع منه ولا تعجل عليه فقال له عمر مالك ولهذا قال رايته يسوق بامرأة مسلمة على حمار فنخس بها لتصرع فلم تصرع فدفعها فصرعت فغشيها أو أكب عليها قال فلتأتني المرأة فلتصدق ما قلت فأتاها عوف فقال له أبوها وزوجها ما أردت إلى هذا فضحتنا فقالت المرأة والله لأذهبن معه فقالا فنحن نذهب عنك فأتيا عمر فأخبراه بمثل قول عوف فأمر عمر باليهودي فصلب وقال ما على هذا صالحناكم قال سويد فذلك اليهودي أول مصلوب رأيته في الإسلام قال الواقدي والعسكري وغيرهما مات سنة ثلاث وسبعين في خلافة عبد الملك عوف بن مالك النصري ذكره خليفة في عمال النبي صلى الله عليه وسلم فقال وعلى هوازن ونصر وثقيف وسعد بن مالك عوف بن مالك النصري كذلك قال وكأنه انقلب عليه والمعروف مالك بن عوف وسيأتي في مكانه عوف بن نجوة يأتي في القسم الثالث عوف الخثعمي والد حصين بن عوف تقدم ذكره في ترجمة ولده حصين عوف السلمي شهد فتح مكة وافتخر به العباس بن مرداس فيمن شهد الفتح من قومه من أبيات يقول فيها خفاف وذكوان وعوف تخالهم مصاعب راقت في طروقتها كلفا بمكة إذ جئنا كأن لواءنا عقاب أرادت بعد تحليقها خطفا عوف الوركاني كان من عمال النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل إليه ضرار بن الأزور يأمره بمحاربة الذين ارتدوا ذكره سيف بن عمر وقد تقدم سند ذلك في ترجمة صلصل عون بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي بن عم النبي صلى الله عليه وسلم ولد بأرض الحبشة وقدم به أبوه في غزوة خيبر واخرج النسائي وغيره من طريق محمد بن أبي يعقوب عن الحسن بن سعد عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال لما قتل جعفر بن أبي طالب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ادعوا لي بني أخي فجىء بنا كأنا أفراخ فقال ادعوا إلي الحلاق فأمره فحلق رؤوسنا ثم قال أما محمد فشبيه عمنا أبي طالب وأما عون فشبيه خلقي وخلقي ثم أخذ بيدي فأمالها فقال اللهم أخلف جعفرا في أهله وبارك لعبد الله في صفقة يمينه وهذا سند صحيح أورده بن منده من هذا الوجه مختصرا مقتصرا على قوله إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعون أشبهت خلقي وخلقي ولما أورده بن الأثير في ترجمته قال هذا إنما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لأبيه جعفر فأومأ إلى أنه وهم وليس كما ظن بل الحديثان صحيحان وكل منهما معدود فيمن كان أشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم واختلف في أي ولدي جعفر محمد وعون كان §