كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط الهند) (اسم الجزء: 5)

<76> هذا حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عبيد الله بن عدي انه شهد النبي صلى الله عليه وسلم واقفا بالخزورة الحديث في فضل مكة وهو غلط نشأ أولا عن تصحيف فان الحديث المذكور لعبد الله بن عدي مكبرا وصاحب الترجمة مصغر وثانيا ان اسم جد صاحب هذا الحديث الحمراء واسم جد صاحب الترجمة الخيار وقد مضى عبد الله بن عدي بن الحمراء في القسم الأول عبيد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي أمه أم كلثوم بنت جرول الخزاعية وهو أخو حارثة بن وهب الصحابي المشهور لأمه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقد ثبت أنه غزا في خلافة أبيه قال مالك في الوطأ عن زيد بن اسلم عن أبيه قال خرج عبد الله وعبيد الله ابنا عمر في جيش الى العراق فلما قفلا مرا على أبي موسى الأشعري وهو أمير البصرة فرحب بهما وسهل وقال لو اقدر لكما على أمر انفعكما به لفعلت ثم قال بلى ها هنا مال من مال الله أريد ان ابعث به الى أمير المؤمنين واسلفكما فتبتاعان به من متاع العراق ثم تبيعانه بالمدينة فتؤديان رأس المال الى أمير المؤمنين ويكون لكما الربح ففعلا وكتب الى عمر بن الخطاب ان يأخذ منهما المال فلما قدما على عمر قال أكل الجيش اسلفكما فقالا لا فقال عمر اديا المال وربحه فأما عبد الله فسكت واما عبيد الله فقال ما ينبغي لك يا أمير المؤمنين لو هلك المال أو نقص لضمناه فقال اديا المال فسكت عبد الله وراجعه عبيد الله فقال رجل من جلساء عمر يا أمير المؤمنين لو جعلته قراضا فقال عمر قد جعلته قراضا فأخذ رأس المال ونصف ربحه واخذا نصف ربحه سنده صحيح واخرج الزبير بن بكار من طريق ربيعة بن عثمان عن زيد بن اسلم عن أبيه قال جاءت امرأة عبيد الله بن عمر الى عمر فقالت له يا أمير المؤمنين اعذرني من أبي عسيى قال ومن أبو عيسى قالت ابنك عبيد الله قال يا اسلم اذهب فادعه ولا تخبره فذكر القصة وهذا كله يدل على انه كان في زمن أبيه رجلا فيكون ولد في العهد النبوي وفي صحيح البخاري ان عمر فارق أمه لما نزلت ولا تمسكوا بعصم الكوافر قلت وكان نزولها في الحديبية في أواخر سنة سبع وفي البخاري قصة في باب نقيع التمر ما لم يسكر من كتاب الأشربة وقال عمر اني وجدت من عبيد الله ريح شراب فاني سائل عنه فان كان يسكر جلدته وهذا وصله مالك عن الزهري عن السائب بن يزيد ان عمر خرج عليهم فقال فذكره لكن لم يقل عبيد الله وقال فلان وأخرجه سعيد بن منصور عن بن عيينة عن الزهري فسماه وزاد قال بن عيينة فأخبرني معمر عن الزهري عن السائب قال فرأيت عمر يجلدهم قال أبو عمر كان عبيد الله من شجعان قريش وفرسانهم ولما قتل أبو لؤلؤة عمر عمد عبيد الله ابنه هذا الى الهرمزان وجماعة من الفرس فقتلهم وسبب ذلك ما أخرجه بن سعد من طريق يعلى بن حكيم عن نافع قال رأى عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق السكين التي قتل بها عمر فقال رأيت هذه أمس مع الهرمزان وجفينة فقلت ما تصنعان بهذه السكين فقالا نقطع بها اللحم فانا لا نمس اللحم فقال له عبيد الله بن عمر أنت رأيتها معهما قال نعم فأخذ سيفه ثم اتاهما فقتلهما واحدا بعد واحد فأرسل اليه عثمان فقال ما حملك على قتل هذين الرجلين فذكر القصة واخرج الذهلي في الزهريات من طريق معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب ان عبد الرحمن بن أبي بكر قال حين قتل عمر اني انتهيت الى الهرمزان وجفينة وأبي لؤلؤة وهم نجي فنفروا منى فسقط من بينهم خنجر له رأسان نصابه §

الصفحة 76