كتاب القيامة الصغرى

بناتئة ولا حجراء، فإن ألبس عليكم، فاعلموا أن ربكم ليس بأعور، وأنكم لن تروا ربكم " (¬1) .
وفي صحيح ابن حبان، ومسند أحمد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الدجال أعور، هجان أزهر (وفي رواية: أقمر) ، كأن رأسه أصلة، أشبه الناس بعبد العزى بن قطن، فإمّا هَلَكَ الهُلَّك، فإن ربكم ليس بأعور " (¬2) .
أبرز صفاته:
1- عَوَرُ الدَّجال
ركز الرسول صلى الله عليه وسلم على وصف عيني الدجال، لأن الدجال مهما تخلص من شيء من صفاته، فإنه لا يستطيع أن يتخلص من عينيه، والعينان ظاهرتان بارزتان يراهما كل أحد، وبهما صفات واضحة لا تخفى، فقد أشارت الأحاديث السابقة إلى عيوب في عينيه، أوضحها أنه أعور، وقد جاء في بعض الأحاديث أن العين العوراء هي اليمنى، وجاء في أحاديث أخرى أنها اليسرى، وكونها اليمنى أرجح، فأحاديثها مما اتفق على إخراجه البخاري ومسلم، وشبه الرسول صلى الله عليه وسلم تلك العين بالعنبة الطافية، وفي حديث آخر وصف عينه اليمنى بكونها عوراء جاحظة لا تخفى كأنها نخاعة في حائط مجصص ".
¬_________
(¬1) صحيح الجامع الصغير: (2/318) ، ورقمه: (2455) ، والأفحج الذي به فحج وهي طريقة في المشي معروفة، سببها عيب في الخلقة، إما اعوجاج في الساقين، أو تباعد في الفخذين، أو غير ذلك، وقوله: " مطموس العين " ممسوحها كما جاء مبيناً في أحاديث أخرى، و "الحجراء": الغائرة.
(¬2) سلسلة الأحاديث الصحيحة: (3/190) ورقم الحديث: (1193) ، وقال الشيخ ناصر فيه: " صحيح على شرط مسلم "، و " الهجان ": الأبيض، بمعناه الأزهر، وهذا لا ينافي كونه أحمر، فإن الأبيض يشرب بالحمرة، فيوصف بهذا وهذا، و " الأقمر " الذي لونه لون الحمار الأقمر، أي: الأبيض، و " أصلة " هي الحية العظيمة الضخمة. و " الهلك " جمع هالك، أي: فإن هلك بسببه كثير من الجهلة الضالين.. فإن ربكم ليس بأعور.

الصفحة 233