الزمان، ففي الحديث الذي يرويه مسلم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله يبعث ريحاً من اليمن، ألين من الحرير، فلا تدع أحداً في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلا قبضته ".
وفي رواية " مثقال ذرة " (¬1) .
وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض: الله، الله " (¬2) .
وفي صحيح مسلم عن النواس بن سمعان يرفعه: " فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحاً طيبة فتأخذهم تحت آباطهم، فتقبض روح كل مؤمن، وكل مسلم، ويبقى شرار الناس يتهارجون تهارج الحمر، فعليهم تقوم الساعة " (¬3) .
وروى البخاري بإسناده إلى مِرْداس الأسلمي رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " يذهب الصالحون الأول فالأول، وتبقى حثالة كحثالة الشعير أو التمر، لا يباليهم الله بالة " (¬4) .
ومن دروس الإسلام في تلك الأيام أن تنقطع عبادة الحج، فلا حج ولا عمرة، ففي مسند أبي يعلى ومستدرك الحاكم بإسناد صحيح عن أبي سعيد رضي
¬_________
(¬1) رواه مسلم في صحيحه، حديث رقم (7915) ، وانظر جامع الأصول: (10/410) .
(¬2) رواه مسلم في صحيحه، مشكاة المصابيح (3/50) ، حديث رقم (5516) .
(¬3) رواه مسلم في صحيحه، كتاب الفتن، باب ذكر الدجال، ورقم الحديث (2937) . والمراد بتهارج الحمر، أي: يجامع الرجال النساء بحضرة الناس كما يفعل الحمير، ولا يكترثون لذلك، والمرج بإسكان الراء الجماع، يقال هرج زوجته أي جامعها، شرح النووي على مسلم (18/70) أقول: وهذا حال الناس اليوم في كثير من المجتمعات الغربية، يتهارجون تهارج الحمر في نواديهم التي تسمى نوادي العراة، وعلى شواطئ البحار، وفي الغابات والحدائق.
(¬4) رواه البخاري، انظر النهاية لابن كثير: (1/186) .