كتاب القيامة الكبرى

حقيقة الصّراط ومعتقد أهل السنة فيه
قال السفاريني: " الصراط في اللغة الطريق الواضح. ومنه قول جرير:
أمير المؤمنين على صراط ××× إذا اعوج الموارد مستقيم
وفي الشرع جسر ممدود على متن جهنم، يرده الأولون والآخرون، فهو قنطرة بين الجنة والنار " (¬1) .
وقد بين شارح الطحاوية معقتده في الصراط المذكور في الأحاديث فقال:
" ونؤمن بالصراط، وهو جسر على جهنم، إذا انتهى الناس بعد مفارقتهم الموقف إلى الظلمة التي دون الصراط، كما قالت عائشة رضي الله عنها: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل: أين الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات؟ فقال: " هم في الظلمة دون الجسر " (¬2) .
وقد بيّن السفاريني رحمه الله تعالى - موقف الفرق من الصراط، وهل هو صراط مجازي أم حقيقي؟ ثم قرر مذهب أهل الحق الذي دلت عليه النصوص فيه، فقال: " اتفقت الكلمة على إثبات الصراط في الجملة، لكن أهل الحق يثبتونه على ظاهره من كونه جسراً ممدوداً على متن جهنم، أحدّ من السيف وأدق من الشعر، وأنكر هذا الظاهر القاضي عبد الجبار المعتزلي، وكثير من أتباعه زعماً
¬_________
(¬1) لوامع الأنوار البهية: (2/189) .
(¬2) شرح الطحاوية: ص 469.

الصفحة 279