كتاب القيامة الكبرى

يقول: " ثم ينفخ في الصور، فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتاً، ورفع ليتاً (¬1) ، فأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله، قال: فيصعق، ويصعق الناس، ثم يرسل الله - أو قال: ينزل الله مطراً، كأنه الطَّلُّ، أو الظِّلُّ، (نعمان (¬2) الشاك) فتنبت منه أجساد الناس، ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون " (¬3) .
وأخرج البيهقي بسند قوي عن ابن مسعود موقوفاً: " ثم يقوم ملك الصور بين السماء والأرض، فينفخ فيه، والصور قرن، فلا يبقى خلق في السماوات ولا في الأرض إلا مات إلا من شاء ربك، ثم يكون بين النفختين ما شاء الله أن يكون " (¬4) .
وروى أوس بن أوس الثقفي عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: " إن أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه الصعقة وفيه النفخة " (¬5) ، وقد أخرجه أبو داود والنسائي وأحمد وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم (¬6) .
وقد رجح هذا الذي دلت عليه هذه الآيات والأحاديث التي سقناها جمع من أهل العلم، منهم القرطبي (¬7) ، وابن حجر العسقلاني (¬8) .
وذهب جمع من أهل العلم إلى أنها ثلاث نفخات، وهي نفخة الفزع، ونفخة الصعق، ونفخة البعث.
¬_________
(¬1) الليت: صفحة العنق، وإصغاؤه: إمالته.
(¬2) هو نعمان بن سالم أحد رواة هذا الحديث.
(¬3) رواه مسلم: (4/2258) ، ورقمه: 2940.
(¬4) فتح الباري: (11/370) .
(¬5) فتح الباري: (11/370) .
(¬6) فتح الباري: (11/370) .
(¬7) التذكرة للقرطبي: 183، 184.
(¬8) فتح الباري: (11/369) .

الصفحة 40